-->

بحث عن المشكلات المدرسية ودور الخدمة الاجتماعية

بحث عن المشكلات المدرسية ودور الخدمة الاجتماعية

    المشكلات المدرسية ودور الخدمة الاجتماعية



    تتقدم مدونة مذكرات تعليمية بخالص الشكر للدارسات بكلية الملك سعود وذلك للسماح لنا بنشر البحث ولهم جزيل الشكر والتقدير 
    الى كل زميل وزميلة ودارس في مجال الخدمة الاجتماعية المدرسية ادعوكم جميعا للاطلاع على البحث ففيه الكثير من الفائدة ولا ننسا  الباحثات بخالص الدعاء.




    المقدمة:
    في الدنيا طريقين , إما الاستقامة وإما الاعوجاج , فمن استقام فقد التزم, ومن اعوج فقد انحرف,أمور عظام نسمعها نتيجة الانحراف , ومصائب جمه نراها نتيجة الانحراف كذلك, وبما أن المدرسة هي بيئة تساهم في نشئة الطفل بشكل كبير فأنه يقع على عاتقها جزء من التربيه وتعديل انحرافات الطفل السلوكية فالمشكلات السلوكية والنفسية التي تظهر على طلاب المدارس بشتى مراحلهم الدراسية كثيرة وتحتاج الى العلاج بمجرد ظهور بوادرها، واسبابها كثيرة، وكل مشكلة فيها تداخل من كل العوامل الذاتية مثل النواحي الجسمية او العقلية او الوراثية والحالة النفسية للطالب فتختلف من طالب لآخر فمنهم القوي ومنهم الضعيف ومنهم الشديد.. الخ.
    والطلاب يتأثرون بالمدح والثناء، وقد لايكون بينهم من هو على جانب كبير من الذكاء، وقد يتفوق آخر على اقرانه في الاحوال الطبيعية العادية، ولكنه قد يهبط بمستواه الى درجة كبيرة في بعض الظروف مثل ظروف الامتحان او التعب او المرض او غيرها.
    وأهم المشكلات التي تظهر على الطلاب:
    الكذب,السرقة,الشذوذ الجنسي"الإعجاب", التسرب الدراسي,الهروب من المدرسه, والغش .
    سنتطرق لكل هذه الظواهر ونشرح دور المدرسه والإخصائي الاجتماعي في علاجها:
    أولاً: الكذب 
    الكذب من الظواهر السيئة التي انتشرت في كل المجتمعات الموجودة على سطح الارض الاسلامية وغير الاسلامية، وهي ظاهرة مكتسبة وليست وليدة اليوم.
    فبالتالي اصبح الكذب ظاهرة منتشرة انتشارا واسعا بين الطلاب وقد يكون ايضا بين الكباروالمعلمين ، ومعناه ان الطلاب ينكرون اعمالا قد قاموا بفعلها ويختلقون اعذارا وامورا ليس لها اساس من الواقع.
    وهم يتعلمون الكذب من البيئة الاجتماعية التي يعيشون فيها ومن اساليب التربية الاجتماعية التي يخضعون لها في اسرهم ومدارسهم وبيئتهم.
    ولذلك نقول ان الكذب ليس له سبب واحد بل له عدة اسباب مجتمعة بعضها مع البعض. 
    ونلاحظ ان الكثير من الآباء ينزعجون كثيرا من كذب اولادهم ويعتبرون ذلك بداية لعهد شرير ويرجعون هذه الظاهرة في اولادهم لأثر الوراثة او التربية السيئة من الطرف الآخر، كأنه ليس لهم يد في هذا الامر ولم يكونوا سببا فيه.
    وقد يلجأ بعضهم للإذلال او الضرب ظنا منهم ان هذا النوع من العلاج كفيل بالقضاء عليه، ولكنه في الواقع علاج ظاهري وطريقة سطحية لاتعالج اسبابه الدفينة، وعوامله الفعالة، وسرعان مايعود الطفل للكذب من جديد لان الدافع الاساسي للكذب لايزال فعالا في نفسه لذا لا بد من القول انه قبل معاقبة الطفل على كذبه يجب ان نبحث عن الاسباب العميقة والدوافع النفسية التي حملته على الكذب، لان القضاء على الجرثوم خير من معالجة أعراض المرض الظاهرية. 
    أسباب ظهور الكذب:
    ليس للكذب عند الطلاب سبب واحد ينتج دائما عنه، ولكن له اسباب كثيرة منها
     1- القسوة والكبت: قد يكذب الطالب لانه اذا قال الحقيقة فان والده او والدته او معلمه سوف يعاقبونه بقسوة وعنف فهو هنا يستعين بعمليات الكبت لإخماد نزعاته في اللاشعور، وانه لم يستطع ان يعبر انفعاليا، ومعنى ذلك الكبت ان يعاني الطالب او الطفل من القلق الداخلي ويلجأ للكذب بطريقة يستهدف من ورائها اعجاب امه او ابيه او أخيه او مدرسه او خوفا من ان يقع تحت العقوبة والضرب والتخويف.
    2- عدم اشباع غريزة التملك: - اذا شعر الطالب بان البيئة المحيطة لاتشبع في نفسه الميل لحب التملك في الوقت الذي يرى زملاءه يتملكون لعبا وادوات واشياء اخرى كالسيارة مثلا وهو محروم منها، هنا يلجأ للكذب فيحدث الآخرين من اصدقائه عن لعبه وادواته وممتلكاته وليس عنده منها شيء في الواقع، ومثل هذه الاكاذيب تجعله يعيش في جو فكري اشبع فيه حب التملك حيث يتحقق له في الفكر ما حرم منه في الواقع.
    3- حب الظهور: من المعلوم ان الطلبة غير متساوين فهناك الفروق الفردية بينهم اذ قد يكون الطالب متفوقا على الآخر بسبب مستوى ذكائه او قد يكون مستوى اسرته الاقتصادية اقل من مستوى اسرة زميله الطالب, وهنا يتحدث الطالب عن اكاذيب مثل وصول عائلته الى مركز مرموق بها او غناها وفي كل هذه الاساليب تشعر النفس بأنها تكمل نقصها وتعظم ذاتها.
     4- الغيرة او (التفرقة بين الاطفال): الطفل البكر الذي يحظى بمنزلة خاصة من أبويه وبعطفهما ورعايتهما يغار من اخيه الصغير الذي جاء لينافسه في هذه المكانه وذلك الحب, وهنا يلجأ الطفل للكذب مدفوعا بالغيرة من اخيه الصغير المنافس فيدعي المرض مثلا ليجلب العطف والاهتمام، وهذا المرض لجأ الطفل الى ادعائه ليثلج به صدره.
    5- حب الانتقام، ورغبة الطفل في السيطرة: يلجأ الطالب احياناً الى الكذب عندما يجد طفلا آخر متفوقاً عليه او قام بأذاه فيلجأ الى ادعاء الكذب بان ذلك الطالب قد قام بأعمال سيئة او منافية لآداب المجتمع وذلك ليوقع به الأبوين او المعلمين مما يريح نفسه ويشفي غيظه.
     6- الكذب التخيلي: يلجأ بعض الاطفال والطلاب الى هذا الكذب لانهم في حقيقة الامر لايفرقون بين الواقع والخيال فعندما يقص احد الآباء على الطفل قصة ما فيلجأ في قراره الى تحويل هذه القصة حتى تظهر فيها شخصية ثانية تختلف عن الاولى احياناً تمام الاختلاف.

    والمسؤولون عن علاج الكذب هم الآباء والمربون لأن التعاون بين البيت والمدرسة ضروري ومطلب هام في سبيل القضاء على هذه الظاهرة السيئة التي انتشرت بين أبنائنا الطلاب. 
    كيف تكتشف الأسرة أو الأخصائي الكذب عند الطالب و طرق علاجه:
     1- يجب ان يتبين الاخصائى أو اسرة الطالب اذا ماكذب الطالب ان كان كذبه نادراً ام متكررا وان كان متكررا، فما الدافع اليه، وان يمتنعوا عن علاج الكذب بالضرب او التأنيب او السخرية وانما يعالجوا الدوافع الأساسية ،التي دفعته اليه ويغلب ان يكون العامل المهم في تكوينها هو بيئة الطالب كالأبوين او المعلمين.
    2- ان الطفل اذا نشأ في بيئة تحترم الصدق ويفي افرادها دائما بوعودهم، وإذا كان الابوان والمعلمون لايتجنبون بعض المواقف باعذار واهية كادعاء المرض والتغيب وبعبارة اخرى إذا نشأ الطالب في بيئة شعارها الصدق قولا وعملا فطبيعي جدا ان ينشأ امينا في كل اقواله وافعاله.
     3- اذا توفرت له عوامل تحقيق حاجاته النفسية والطبيعية من اطمئنان وحرية وتقدير وعطف وشعور بالنجاح، واسترشاد بتوجيه معتدل.
    اذا توفر هذا كله فان الطالب لايلجأ الى التعويض عن نقص او التغليف ضد قسوة او الانتقام من ظلم او غير ذلك من الاتجاهات التي تجد في انواع الكذب صوراً مناسبة للتعبير عنه.
                                     دور المدرسة في علاج الكذب:
    للمدرسة دور هام في التربية فهي بيت الطالب الثاني ولها تأثير قوي على الطلاب، لذا يجب على المعلمين ان يعوا ان دورهم ليس التدريس فقط بل التربية اولاً، فيجب عليهم حث الطلاب على الصدق وتثبيت العقيدة الاسلامية في نفوسهم وتوجيههم الوجهة الصالحة وان يكونوا قدوة لطلابهم في جميع تصرفاتهم لأن الكثير من الطلاب يقتدون بمعلميهم.
    والدور الكبير الذي يجب على المدارس القيام به هو عقد الندوات والمحاضرات وإلقاء المواضيع والعبارات والكلمات الدينية والأحاديث التي تحث الطلاب على الصدق والابتعاد عن الكذب.

    ثانياً: السرقة:

    السرقة أكثر المشكلات الخلقية إنتشارا في المدارس ، فكثيرا ما يعاني التلاميذ من فقدان أدواتهم أو نقودهم أثناء تواجدهم بالمدرسة سواء داخل الفصول أو أثناء ممارسة الانشطة المختلفة ، وكثيراً ما نضبط بعض التلاميذ الذين يقومون بهذه السرقات ، وتقوم المدرسة بعقابهم بشدة مادياً ومعنوياً ، فقد يعاقبون بهذه السرقات بالضرب الشديد مع نبذ الزملاء لهم وإحتقارهم ومعايرتهم ، وعندئذ يشعرون بفقدان الأمن والطمأنينة كما يشعرون بالحرمان العاطفي والوحدة القاتلة ، علماً بأن هذه الأساليب العقابية تزيد الطين بلة ، وتزداد سوءً ، وقد تتطور إلى سرقات وإنحرافات أخرى خارج المدرسة.
    ولذلك تظهر أهمية جهود الأخصائي الاجتماعي المدرسي وأدواره المهنية في مواجهة هذه المشكلات بالدراسة والتشخيص والعلاج بصورة علمية قادرة على إنقاذ هذه الحالات وعلاجها من الوقت المناسب .
    والاخصائى الاجتماعي لا يعاقب ولا يؤنب ولا يعذب هؤلاء التلاميذ الذين ثبتت إدارنتهم ، لأنه يعرف جيداً أن هذه السرقات ما هي إلا سلوك يعبر عن حاجات نفسية ، ويحاول فهم هذا في ضوء دراسة شخصية التلميذ ، ودراسة بيئته حتى يتمكن الأخصائي الاجتماعي من تحديد العوامل المؤدية إلى هذه السرقات، وبالتالي يقوم بعلاجها مع مراعاة تقبل هؤلاء التلاميذ ، وإشراك أولياء أمورهم في معرفة هذه العوامل ، وكذلك في الخطة العلاجية. 
    العوامل المؤدية إلى السرقة بين التلاميذ:
    1- قد تكون السرقة وسيلة لإثبات الذات.
    2- قد تكون السرقة لجذب الإنتباه لمشكلاته بعد إهمال الاسرة لهم وعدم الاهتمام بهم.
    3- قد تكون السرقة وسيلة لحماية الذات من الاحتقار والمهانة والتجريح .
    4- وقد تكون السرقة بدافع الميل إلى التملك والاستمتاع.
    5- وقد تكون السرقة لاشباع ميل أو عاطفة أو هواية كالميل لركوب الدراجة ، أولفتاة معينة ، أو الصرف على هواية معينة.
    6- قد تكون السرقة وسيلة لشراء زملائه وشراء ثقتهم له ، تخلصا من الوحدة من التي يعيشها بينهم.
    7- وقد تكون السرقة للتخلص من مأزق معين أو موقف محرج ، أو للتخلص من العقاب. 
    8- وقد تكون السرقات بدافع الانتقام ، أو بسبب فقدان العطف والحب.
    9- وقد تكون السرقات لتعويض شعور بالنقص أو شعور بعدم الأمن والطمأنينة.
    10- وقد تكون السرقات بسبب بعض العوامل اللاشعورية التي تكونت نتيجة علاقة التلميذ ببيئته ، ونتيجة لما يطرأ من تغير على هذه العلاقات.
    11- وقد يكون الدافع للسرقة هو فقدان الشعور بالاستقرار ، بالاضافة إلى الشعور بعدم الإنتماء نتيجة الوالدين أو الخلافات الأسرية ، أو تفكك الأسرة .
    12- وقد تكون السرقات بتحريض من رفقاء السوء وخاصة في حالات سوء الحالات الاقتصادية.
    13- وقد تكون السرقة نتيجة لتدليل التلميذ، أو التفرقة في المعاملة من الوالدين أو المدرسين.
    14- وقد تكون السرقة للحرمان من إشباع حاجاته الأساسية.
    15- وقد تكون السرقة بسبب عادة تكونت وتم تثبيتها.
    16- وفي بعض حالات السرقة نجد أن الدوافع التى تحفز الطفل على السرقة تتمثل في أن الطفل يريد أن يلعب دوراً في الحياة ، بيد أنه يشعر من ناحية أخرى أنه عاجز عن القيام بهذا الدور بالطرق البنائية المشروعة ، من ثم فهو يلجأ إلى إشباع رغبته تتمثل أعمال البطولة التي تثير الاعجاب في نفوس زملائه ، والسرقة بما فيها من مخاطرة وتحد للسلطة واعتداء على ممتلكات الأخرين تتيح للطفل فرصة أن يساير زملائة، ويسمو عليهم ، والواقع أن الطفل كثيراً ما لا تكون سرقاته حباً في السرقة ذاتها، ولا من أجل الشئ المسروق بالذات ، وإنما يسرق للحصول على شئ ما ، فالطفل الدي لا يستطيع الحصول على تقدير زملائه عن طريق التفوق في العمل أو اللعب والنشاط يكمنه شراء ذلك التقدير بوسائل غير مشروعة شاذه .

    ويحدث أن تبدأ السرقة بصورة مصغرة كسرقة الحلوى أو سرقة السكر ، أو سرقة النقود، وقد يكون الدافع بسيطاً وهو الحاجة إلى الحلوى، أو الحاجة إلى تجريب عمليات البيع والشراء، أو غير ذلك، وقد يكون لموقف الوالدين نحو الطفل في السرقة الأولى آثر في تثبيتها ، فيتفنن الوالدين في تخبئة ما يخافان عليه ، ويتفنن الطفل في أساليب الوصول إلى هذه الأشياء ، ويلاحظ أن المبالغة في تخبئة الأشياء تغري الطفل بمحاولة الوصول إليها ، وإذا نجح الطفل في ذلك فإن يشتق لذة كبرى من إنتاره على الكبار المحيطين به ، ثم تتكرر سرقاته ، ويتكرر تكوينه لميول وعادات يشتقها عن طريق السرقة: كالتدخين ، أو الظهور الاجتماعي ،أو الاشباع الجنسي ، أو غير ذلك وذلك تتثبت السرقة وتصير عادة راسخة وسبب رسوخها أنها طريق سهل سريع تتحقق بها شهوات ورغبات لا يقدر الفرد على مقاومتها ، ولاسيما بعد تعود إشباعها.
    دور الاخصائي  الاجتماعي في علاج السرقة:
     ولذلك يقوم الاخصائي الاجتماعي المدرسي بدراسة حالات السرقة كل حالة على حدة للوصول إلى دوافعها وعواملها المسببة ، مستعيناً بأسرة التلميذ ومدرسيه ، وحتى يتمكن من وضع الخطة العلاجية المناسبة ، التي يكون منها دوراً للآباء والمدرسين.

    والاخصائي الاجتماعي بجهوده الفنية ، وعلاقته المهنية التي تتكون بينه وبين هؤلاء التلاميذ، والتي يشعر من خلالها بالاحترام والحب التي عن طريقها يستطيع التأثير فيهم والنجاح في تغييرها ، وإذا تعلم التلميذ حب واحترام الآخرين فإنه لا يسرقهم ، لأن الطفل لا يسرق مطلقاً فمن يشعر بصداقته له وحبه وعطفه عليه ، مع مراعاة القاعدة التربوية التي تقول / العطف في غير ضعف ، والحزم في غير عنف.
    ثالثاً: الشذوذ الجنسي والإعجاب:
    لقد ظهرت في الآونة الأخيرة في المدارس هذة الظاهرة الغريبة الدخيلة على مجتمعنا المحافظ حيث انتشرت فيه حتى أصبحت لا تخلو مدرسة للبنين أو البنات من هذه الظاهرة دون استثناء .
    ويرجع الإختصاصيون انحراف الفطرة السليمة إلى عوامل اجتماعية ونفسية وتربوية , ويعتبر مجتمعنا كغيره من المجتمعات التي تنشأ فيها الظواهر السلبية, إلا أن سمة المجتمع المحافظ تجعل الحديث في مسألة الشذوذ صعبة , وبما أن علاج الجراح لا يتم إلا بفتحها فيجب ان نحضر هذه الظاهره في بحوثنا وندخلها في دراساتنا لنتوصل إلى أفضل سبل العلاج بحول الله .
    أسباب انتشار هذه الظاهرة:
    1 . ضعف الإيمان , لأنه غالبا ما يصدر الإعجاب من الشاب أو الفتاة في وقت تغلب عليه الغفلة وقلة العمل الصالح التي تربط المؤمن بالله تعالى, وتحصنه من الشيطان , فعندما ينشغل الوقت بالمحبوب يركز جل تفكيره عليه ويتعلق قلبه به ويكون هذا مدخل للشيطان للتأثير على سلوك المُعجب.
    2 . التجمل والاهتمام الغير معقول بالشكل ,وهذا من أسباب الوقوع في الإعجاب مما يؤدي إلى الافتتان كلبس الضيق والمفتوح وقص القصات الغريبه التي تدل على الشذوذ أحيانا .
    3 . وقت الفراغ غير المستغل فيما ينفع , فالشباب طاقة فلا ينبغي أن تضيع فيما لا ينفع , وغالب أسباب وقوع الفتيات و الفتيان في هذة الظاهرة هو فراغ أوقاتهم وكذلك فراغهم الروحي ونقص العاطفه من الأسرة ذاتها والمحيطين .
    4 . مسلسلات الحب والقصص الغرامية , وهي من أعظم أسباب انتشار هذه الظاهرة مما يؤجج في المراهق مشاعر الحب ولا يجد لها مصرفا سوى هذا الطريق وهذا بالطبع يكون على خطوات حتى يصل إلى العشق أو الى ما حرم الله أحيانا .
    5 . ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , وهذا ما يساعد على انتشار هذه الظاهرة لأنهم يتخلون عن الإنكار على من ابتلي بهذا الداء وتعويض ذلك بالحديث عنهم وغيبتهم في المجالس واجتماعات المدرسين والمدرسات مثلاً ولو أن كل من رأى من ابتلي بهذا الأمر فنصحه وبين له طريق الحق دون جرح له أو سخرية أو تشهير ورافق ذلك الإخلاص من الناصح والموعظة الحسنة لأثمر ذلك كثيراً وحد من انتشار هذة الظاهرة.
    طرق الحد من هذة الظاهرة ومعالجتها:
    1 . تقوية الإيمان والدعاء والتقرب إلى الله تعالى وذلك بفعل ما يسبب زيادته من الأعمال الصالحة وتلاوة القرآن وأداء الصلاة بخشوع ودعاء الله تعالى أن يرزقنا محبته ومحبة من يحبه .
    2 . للمعلم دور كبير للحد من هذه الظاهرة وانتشارها , فيجب أن يعلم جيداً أن التدريس ليس مجرد إلقاء درس من المقرر على الطلاب بقدر ما هو توجيه ونصح وإرشاد , كذلك على المعلم أن لا يتقبل أي هدية تهدى إليه من الطلبه حتى ولو صغرت كورده مثلا او غيرها , كذلك عدم قبول الرسائل وخاصة التي تحمل كلمات الإعجاب وما لا يليق فهناك من المدرسات خصوصا من تصلها الرسالة تلو الرسالة ولا تنكر عليهن إن لم تكن ترضى أو ترضى بها, كذلك من واجب المعلم عقد ندوات في المدارس لتنبيه الطلبه عن خطورة هذا الداء وتوعيتهم تجاه هذا السلوك الغير متقبل انسانياً ودينياً واجتماعياً .
    3 . تذكير من ابتلي بهذا الداء أن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيرا منه , فإذا تركت هذا التعلق وأخلصت النية في تركه سيعوضك الله ما هو أعظم منه , ويجب أن يدرك الطالب عظم هذة المعصيه وعدم الاستهانه بها .
    4 . غض البصر .
    5 . ترك ما يفتن من الملابس المحرمة.
    6 . مخالفة الهوى لأنه من أعظم الأسباب في الوقوع .
    دور الجهات التربوية في العلاج:
    1 - توزيع الأشرطة والكتيبات التي تدعو إلى محبة الله وعدم التعلق بغيره وترسيخ عقيدة محبة الله والحب فيه والبغض فيه وذلك في المدارس.
    2 - عقد الندوات في المدارس من قبل طالبات العلم الشرعي ( من مدرسات أو طالبات ) للتحذير من عواقب هذا العشق المسمى ( حبًا في الله ) زورًا وبهتانًا .
    3 - إلقاء المواعظ والمحاضرات في المدارس من قبل المشايخ وطلبة العلم لتنبيه الطالبات لخطورة مثل هذا الداء والإجابة على استفساراتهن .
    4 - تشجيع وتوجيه حلقات المسجد داخل مدارس البنات .
    5 - القيام بدور النصيحة والتوجيه لمن اشتهرن بالإعجاب والإنكار عليهن وتخويفهن بالله من مغبة هذا العشق المحرم .
    6 - التزام المنتسبات للتعليم بلباس الحشمة وعدم التفنن في التجميل ووضع المساحيق والملابس والقصات .( فالمدارس دور للتربية وليست مكانًا لعرض الأزياء ونشر الرذيلة ) ومعاقبة من يخالفن ذلك .
    7 - إزالة ومنع ما وجد من مخالفات بأسرع وقت في المدارس كقصة غربية ، أو زي مخالف للدين والأنظمة أو الأعراف أو ملابس عليها صور أو عبارات أجنبية أو كتابات على الجدران ومعاقبة من تثبت إدانتها بشيء من ذلك وهذا سيحد من انتشار أسباب الإعجاب والعشق ، وغيرهما .
    8 - أن تكون المدرسات والإداريات قدوة حسنة في الخير لا أن يَكُنَّ سببًا في نشر التسريحات والموضات والأزياء, فقد جاء في الحديث : ( ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة ) . 

    رابعاً: التسرب الدراسي:
    ظاهرة التسرب من مدارس التعليم الأساسي في بعض المحافظات ولا سيما للفتيات اتسعت دائرتها لأسسباب متعددة تتعلق بمستويات دخل الأسر ومعيشتها، وعدم تحمل أعباء نفقات التعليم وتدني الوعي بأهمية التحصيل العلمي وتبريرات أخرى غير موضوعية و أهمها الحاجة المبكرة لانخراط الأولاد في الحياة عبر تعلم المهن والحرف لكلا الجنسين، والأدوار النمطية للفتيات لقيامهن بالأعمال المنزلية دون التفكير بالعقوبات الواردة في تطبيق قانون إلزامية التعليم .‏ 
    ويلاحظ لدى استقراء دوافع التسرب المدرسي زيادته في المحافظات الشمالية والشرقية والمناطق النائية، رغم الحملات الاعلامية والتربوية لوزارة التربية وتعاونها مع منظمة اليونيسف للطفولة لأجل تعليم الفتيات بالمجان، وتوفير التعويض الملائم للمعلمات ومنحهن الحوافز التشجيعية إلى جانب الخيم المتنقلة في البادية السورية للحد من التسرب، وسنكون متفائلين في نجاح هذا المشروع للوصول إلى نتائجه المتوقعة والخروج بإحصائيات دقيقة عن تلك الظاهرة المتفاوتة من حيث النسب والحلول المقترحة على مستوى التربية والوزارت ذات العلاقة والمؤسسات الحكومية المعنية.
    وتتمثل أسباب التسرب الدراسي والتغيب عن المدرسة بعدة نقاط منها:
    1 . الخلافات الأسرية مما يحول دون متابعة الأبناء ومعرفة مدى مواظبتهم.
    2 . اتجاهات سلبية نحو المدرسين. 
    3 . صعوبة المقررات الدراسية فتصبح مثيرات منفرة.
    4 . الخوف من العقاب داخل المدرسة سواء كان ذلك من قبل الطلاب الذين قد يعتدون على الطالب أو من قبل المدرسين. 
    5 . البحث عن متع واهتمامات أكثر إثارة خارج المدرسة. 
    الخوف المرضي من المدرسة مما جعل الطالب يترك المدرسة كي يتخلص من القلق والتوتر الناتج عن وجوده فيها 6 . 
    7 . كثرة الواجبات المدرسية. 
    8 . الشخصية الاعتمادية.
    9 . الظروف الاقتصادية حيث يعمل بعض الطلاب بعد المدرسة في أعمال أخرى ترهقهم أو تجبرهم على إكمالها نهارا ، أو قد يخجل بعض الطلاب من مستواهم الاقتصادي فلا يجب أن يكون موضع تهكم من قبل الآخرين. 
    10 . عدم المتابعة المدرسية لحالات التغيب.

    الأساليب الأرشادية:
    1 . تقديم الحوافز المناسبة من قبل الآباء أو المدرسين للطلاب الذين يواظبون على حضورهم إلى المدرسة "تعزيز السلوك المضاد".
    2 . التطمين التدريجي لحالات الخوف المرضي المدرسي. 
    3 . ضبط المثيرات ، وذلك بإزلة مسببات الخوف سواء كانت من المدرسين أو الطلاب أو خوفاً من الفشل ... إلخ.
    4. المتابعة المستمرة من قبل البيت أو المدرسة والحزم في معاملة المتغيبين. 
    5. توفير الأنشطة اللاصفية في المدرسة. 
    6. الكشف الدوري عن أحوال الطلاب الصحية.
    7. إرشاد المدرسين لكيفية التعامل مع الطلاب.
    8. العلاج بالاستبصار وبيان خطورة المشكلة وآثارها من خلال أساليب المحاضرات والمناقشات التي يشترك فيها الطلاب المتغيبون.

     دور الاخصائي الاجتماعي في علاج هذه الظاهره:  
    وقد ينتج من ظاهرة التسرب الدراسي عدة مشاكل منها أن هذه الظاهرة تفرز للمجتمع ظواهر خطيرة كعمالة الأطفال واستغلالهم وظاهرة الزواج المبكر..الأمر الذي يؤدي إلى زيادة حجم المشكلات الاجتماعية كانحراف الأحداث وانتشار السرقات والاعتداء على ممتلكات الآخرين مما يؤدي إلى ضعف المجتمع وانتشار الفساد فيه وكذلك تزيد معدلات الأمية والجهل والبطالة وتضعف البنية الاقتصادية والإنتاجية للمجتمع والفرد وتزيد الاتكالية والاعتماد على الغير.
    دور الاخصائي الاجتماعى ف المجال المدرسي:

    يعرف الأخصائي الاجتماع يفي المجال المدرسي بأنه ( ذلك الشخص الفني والمهني الذي يمارسعمله في المجال المدرسي في ضوء مفهوم الخدمة الاجتماعية ، وعلى أساس فلسفتهاملتزماً بمبادئها ومعاييرها الأخلاقية ، هادفاً إلى مساعدة التلاميذ الذين يتعثرونفي تعليمهم ، ومساعدة المدرسة على تحقيق أهدافها التربوية والتعليمية لإعدادأبنائها للمستقبل)
    فدور الأخصائي الاجتماعي يختلف عن دور المدرس ،فدوره لا بداية له ولا نهاية ، لا يتقيد بجدول المدرسة الرسمي ، إنما عمله فيمعالجة القضايا والمشكلات الاجتماعية والنفسية وغيرها للتلاميذ ، داخل المدرسةوخارجها ومتابعتها باستمرار طول مدة العام الدراسي ، والعام الذي يليه وهكذا ،ومفهوم الخدمة الاجتماعية هو تقديم خدمات معينة لمساعدة الأفراد والتلاميذ أما بمفردهم أو داخل جماعات ليتكيفوا على المشاكل والصعوبات الاجتماعية والنفسية الخاصةوالتي تقف أمامهم وتؤثر في قيامهم بالمساهمة بمجهود فعال في الحياة وفي المجتمع ،وهي كذلك تساعدهم على إشباع حاجاتهم الضرورية وإحداث تغييرات مرغوب فيها في سلوك التلاميذ وتساعدهم على تحقيق أفضل تكيف يمكن للإنسان مع نفسه ومع بيئته الاجتماعيةالتي يترتب عليها رفع مستوى معيشته من النواحي الاجتماعية والاقتصاديه..
    خامساً: الهروب من المدرسه:
    مع تقدم التعليم في المملكة العربية السعودية نجد أنه بدأت تظهر بعض المشكلات والظواهر التي تستدعي البحث الميداني ومنها هروب بعض الطلبة من المدارس بشكل ملاحظ وكبير، ومع أن تلك الظاهرة خطيرة وقد تشكل وباء يصل إلى حد يصعب السيطرة عليه , فإنه أصبح أمرا يمر على الأسماع ويمضي كما لو كان أمراً طبيعياً , حيث أصبح الطلاب يقفزون من فوق أسوار مدارسهم إلى الشارع.
    فالهروب هو : تعمد التغيب دون علم أو إذن المدرسة أو الوالدين داخل اليوم الدراسي أو خارجه.
    أسباب الهروب :
    1.البيئة المدرسية : 
    نقصد بذلك الجانب المادي في هذه البيئة حيث لا تتوفر في كثير من مدارسنا الشروط التي ترغب الطلاب في المدرسة ، فالفصول مزدحمة والفصول عبارة عن غرف باهتة تخلو من مكتبة أو وسائل تعليمية إضافة إلى ذلك فالتكييف في كثير من مدارسنا لا يخص بالصيانة اللازمة ، أما المعامل والحواسيب فهي لا تفي بالغرض ولا تتناسب مع الأعداد الكثيرة من الطلاب.
    أما عن الجوانب الجمالية الأخرى في المدرسة فيمكن القول أن جل مدارسنا تخلو منها تماما فلا حدائق ولا أشجار ولا مقاعد في الممرات أو الساحات في المدارس المبنية فكيف بالمستأجرة ، بل أن بعض المدارس ليس لديها الملاعب الرياضية المناسبة إذ أن الساحة التي يقام فيها طابور الصباح هي الملعب وهي المسجد وهي مكان عقد الاحتفالات . 
    2. البيئة النفسية والاجتماعية :
    ونقصد بذلك المناخ الاجتماعي العام ببعديه النفسي والاجتماعي . وأن بعض المدارس تسلب الطلاب قدراتهم على التفاعل الاجتماعي السليم من خلال أسلوب المنع والعقاب لكل شئ فلا مزح ولا ضحك ولا مرونة فهي وذلك بحجة حفظ النظام وهيبة المدرسة .
    وكم من فصل يتحول عند دخول المعلم إلى خشب مسندة لا تتحرك ولا تتفاعل إلا بإذن ورضى ومباركة ذلك المعلم الذي يندر أن تراه مبتسما أو متفهما لمتطلبات مراحل النمو لهؤلاء الطلاب .
    3. المنهج المدرسي : 
    وكلنا يدرك الآن أن مناهجنا تحتاج إلى إعادة نظر بحيث تتوافق مع مراحل النمو وأن تطور لتلبي حاجات الطلاب وأن تبتعد عن النمطية والتلقين ، ونحن ندعو للتطوير وليس التغيير.
    4. وجود مرض جسمي أو عقلي يعاني منه الطالب.
    5. رغبة الطالب في البحث عن مغامرة ،أو جذب انتباه الآخرين، أو إشباع حب التفاخر أمام زملائه
    6. وجود تشجيع من طالب أو مجموعة على الهروب.
    7. وجود خلافات أسرية.
    8. عدم اهتمام الأسرة بنجاح الطالب.
    9. قدرات الطالب أعلى أو أقل في التحصيل من قدرات زملائه، فيشعر أن ذهابه إلى المدرسة لا طائل من ورائه.
    10. وجود مشكلة مع أحد الطلاب أو أحد المعلمين فيهرب بعيداً عن المشكلة.
    11. عدم وجود دافع للتحصيل الدراسي.
    12. عدم وجود الطعام المناسب في مقصف المدرسة.
    13. تعاطي الطالب التدخين.
    14. عدم تسجيل غياب كل حصة.
    15. إدارة المدرسة.

    الحلول المقترحة :
    1. المدرسة :
    أ ) ضرورة التركيز على الأنشطة التربوية العامة والاهتمام بها كمكون أساسي من مكونات الخطة المدرسية . وتحديد فترات زمنية كافية تخصص للأنشطة العامة ( ساعتان في الأسبوع على الأقل ) على أن توحد بالنسبة لجميع الطلاب لإتاحة فرص الممارسات الجماعية .
    ب) تشكيل مجلس للأنشطة العامة في كل مدرسة لوضع خطة محددة واضحة مع بداية كل فصل دراسي ، وتوفير متطلباتها من مرافق وتقنيات ومتابعة وتنفيذ وتوجيه .
    ج) الاهتمام بترشيد اختيار الطلاب للأنشطة وفقا لقدراتهم وميولهم الحقيقية تجاه مجالات النشاط .
    د) التأكيد على تنمية روح الجماعة لدى الطلاب حتى يتسنى لهم فرصة العمل في نطاق الجماعة عن طريق النشاط الجماعي .
    هـ ) توعية الطلاب بأضرار الهروب من المدرسة على السلوك والتحصيل.
    و ) إبلاغ ولي أمر الطالب فوراً.
    ز ) تسجيل الغياب لكل حصة ومتابعته. 
    ح ) مساعدة الطالب على تلافي أسباب الهروب ، ومن ذلك على كل مدرسة أن تحتفظ لكل طالب بملف خاص تسجل فيه مستواه العقلي ومستواه الدراسي وسماته البارزة واتجاهه الخلقي العام وميوله ... وذلك لمتابعة حالته 
    ط ) كذلك يجب على كل مدرسة أن تهتم بعلاج المشكلات والانحرافات السلوكية مباشرة وتعمل على العلاج المبكر قبل أن يستفحل الأمر ويستعصي شفاؤه من أجل هذا تهتم المدرسة بالتعاون مع البيت للكشف عن أسباب هذه المشكلات. 
    ك )التركيز على الطالب من خلال إشراكه في النقاشات الداخلية في الفصل 

    2. الأسرة :
    أ ) ضرورة التركيز على توعية الأسرة بفوائد الهوايات والأنشطة التي يمكن أن يمارسها الأبناء من أجل إتاحة الفرصة لهم من جانب أولياء أمورهم .
    ب ) يجب على الوالدين تجنب النقاشات الساخنة والمشاحنات أمام الأولاد .
    ج ـ إشباع رغبات الأبناء بقدر المستطاع وعدم حرمانهم المتطلبات الرئيسة للمدرسة مثل \"الأقلام ، الكراسات ، الفسحة الخ 


    3. المجتمع :
    أ ) يجب إشراك المجتمع في وضع الخطط والمقترحات للحد من هذه الظاهرة وخاصة جيران المدرسة والاستفادة من مجالس الإباء ؟ 
    ب ) الاستفادة من خطب الجمعة للحد من هذه الظاهرة 
    ج) يجب وتشجيع العمل التطوعي من قبل أولياء الأمور في تجميل وتزيين المدرسة وتزويدها بما تحتاج إليه . 



    4. وسائل الإعلام :
    أ) الصحف والمجلات : يمكن اعتبار هذا النوع من الوسائل إحدى محققات التواصل بين البيت والمدرسة والأسرة ، ويمكن عن طريقها تثقيف البيت والمدرسة ونشر نتائج الدراسات والندوات عن هذه الظاهرة.

    ب) الإذاعة : تعتبر الإذاعة من أهم وسائط التربية وإحدى الوسائل المحققة للتواصل المنشود فمن خلالها يمكن إذاعة برامج ثقافية وإرشادية تعالج مشكلة عدم التواصل بين البيت والمدرسة كذلك إذاعة برامج تتعلق بمشكلات التلاميذ حتى يكون الآباء على وعي بها مما يؤدي إلى التآزر بين البيت والمدرسة في مجال إيجاد الحلول المناسبة . 

    ج) التلفزيون :يعتبر أكثر الوسائل المرئية والإذاعية انتشارا في العصر لاعتماده على الصوت والصورة المباشرة دون الحاجة إلى معرفة القراءة لذا فإن تأثيره يعتبر عاما بالنسبة لجميع أفراد المجتمع ويمكن من خلاله زيادة التواصل بين البيت والمدرسة وذلك عن طريق :.
    * عرض برامج توضح فائدة التواصل بين البيت والمدرسة على مستقبل الطالب .
    * عرض أفلام وندوات حول موضوع التواصل المثمر .
    * عرض مقابلات مع الأهالي الحريصين على التواصل واستمراريته مع المدرسة وإظهار إيجابيات هذا التواصل . 

    د) الإنترنت :لعل استخدام شبكة المعلومات العالمية من أهم وسائل التثقيف والتوعية والتواصل التي يمكن فعلا تطويعها لخلق آليات اتصال جيده بين أولياء الأمور والمعلمين والطلاب وإدارات المدارس ، وهناك العديد من المواقع التربوية الهادفة ومواقع الكثير من المدارس التي فتحت المجال للتواصل مع البيت ومع الآباء والأمهات والمجتمع بشكل عام . 

    و من خلال الاستعراض السابق لهذه المشكلة وأسبابها ووسائل علاجها نلاحظ وقبل كل شئ أن هذه المشكلة مشكلة اجتماعية في جوهرها قبل أن تكون مشكلة تدور حول فرد من الأفراد الأمر الذي يستلزم تكاتف الجهود الرامية إلى إحداث التكامل حيث يجب على كل من الجانبين المدرسي والاجتماعي العمل معا لتحقيق هذا الهدف ونجاح هذه الجهود المبذولة لخلق مجتمع متكامل في كافة جوانبه يعطي كل ذي حق حقه ومن النتائج المترتبة على هذا التكامل هو تقليل الفارق التعليمي وزيادة التعاون المدرسي الاجتماعي إضافة إلى جعل الآباء يلعبون دورا فعالا إلى جانب دور المدرسة في العملية التعليمية. ولا تقف الوسائل عند التي ذكرناها بل تتعدى إلى وسائل أخرى يمكن تبادلها مع المدارس الأخرى والمجتمعات الأخرى، أما في حالة فشلها فإن ذلك يجعل من التعليم عمليه غير ذات جدوى وقد يؤدي ذلك إلى عدم إمكانية تحقيق الأهداف والسياسات على الوجه الصحيح، والأهم من ذلك تكوين الشخصية التي تعاني من عدم التكامل في جوانبها لذلك يجب أن تتكاتف الجهود في سبيل مستقبل زاهر متطور تشترك فيه جميع المؤسسات التعليمية والتربوية لخدمة الأجيال الناشئة وتحقيق مصالح الوطن الكبرى.

    سادساً: التأخر الدراسي:
    هو حالة تأخر أو تخلف أو نقص أو عدم اكتمال النمو التحصيلي نتيجة لعوامل عقلية أو جسمية أو اجتماعية أو انفعالية، بحيث تنخفض نسبة التحصيل دون المستوى العادي أو المتوسط.
    وللأغراض التربوية يعرف التأخر الدراسي إجرائياً على أساس الدرجات التحريرية التي يحصل عليها التلميذ في الاختبارات في جميع المواد.
    والتخلف الدراسي نوعان:
    تأخر دراسي عام ويرتبط بالغباء حيث تتراوح نسبة الذكاء بين 70-85.
    تأخر دراسي خاص في مادة بعينها كالحساب مثلاً ويرتبط بنقص القدرة. ويكمن علاج التأخر الدراسي في معرفة الأسباب التي أدت إليه، فقد يكون ناتجاً عن ضعف السمع أو الإبصار لدى الطفل، وقد يكون ناتجاً من اعتلال الصحة والضعف العام. وقد يرجع إلى صعوبة المادة الدراسية وانخفاض مستوى ذكاء الطفل. وقد يرجع إلى سوء طرائق التدريس أو سوء العلاقة بين التلميذ والتوتر والصراع والحرمان. وقد يرجع إلى صعوبات منزلية وتعثر ايجاد مكان مريح وهادئ يستذكر التلميذ فيه دروسه. وقد تكلفه الأسرة بأعمال تشغله عن الواجبات الدراسية وعلى ذلك يكون العلاج موجهاً نحو أسباب الضعف لإزالتها.
    ترجع مشكلة التأخر الدراسي في المراهقة إلى أسباب كثيرة يمكن حصرها إجمالاً في الأسباب الآتية:
    1 ـ أسباب نفسية.
    2 ـ أسباب اجتماعية.
    3 ـ أسباب ذاتية ,شخصية.
    4 ـ أسباب مدرسية.
    أولاً_ الأسباب النفسية:
    1 ـ ضعف الميل للمذاكرة: يشعر بعض المراهقين بفتور شديد في رغبته للمذاكرة، وكسل يقعده عن الاهتمام بمراجعة دروسه أولاً بأول، وعن التحضير السابق للدروس، ليتمكن من الاستيعاب الجيد أثناء الشرح والتوضيح، وتثبيت المعلومات وتوكيدها في الذهن. وهذا الضعف يمكن أن يعالج بتقوية الدافع إلى التعلم، وتحديد أهداف المراهق في حياته المستقبلية ومدى تأثرها بالمستوى التعليمي الذي يرقى إليه، وأن يتبع المرشد في ذلك ـ أب أو مدرسة ـ أسلوب الترغيب لحفز اهتماماته نحو التعلم وفي حالات الكسل والبلادة الحسية الشديدة يلجأ إلى الترهيب المناسب لتحريك همته، ويجب الاحتراس من المغالاة في المعالجة حتى لا تأتي بنتائج عكسية.
    ويلاحظ أن المشكلة تكون أكثر وضوحاً في نهاية المراهقة في كل من المدن والريف عن بدايتها، لأن المراهق يكون قلقاً لعدم ميله للاستذكار في نهاية مرحلة المراهقة لأن ذلك يتعلق بمستقبله ومصيره، كذا فإن الدراسة في نهاية المراهقة أحوج ما تكون إلى كثرة الاستذكار لتشعب العلوم وصعوبتها وعندما يقصر الطالب في ذلك يشعر بقلق وعدم اطمئنان.
    2 ـ عدم تركيز الانتباه: إن عدم تركيز الانتباه عامل مشترك عند جميع الأفراد في جميع مراحل العمر وهو لهذا لا يعتبر مرضاً ولا عرضاً مرضياً إلا أن يصير عادة للفرد في كل أحواله وفي هذه الحالة يحتاج إلى العرض على أخصائي نفساني يدرس حالته ويوجهه إلى طرق العلاج وأسباب الوقاية من عودة أعراضها، وعادة ما تكون هذه الحالة ناشئة عن المشكلة السابقة حيث يجد المراهق نفسه أمام كم هائل من المواد المتنوعة والموضوعات المختلفة التي تستوجب الدراسة المتأنية إعداداً واستعداداً للامتحانات، وأنى لمثل هذا المراهق بالدراسة المنظمة وقد أهمل في عملية الاستذكار في بداية السنة الدراسية، وبقدر ما يزداد قلقه بقدر ما يشتت انتباهه بين هذه المادة وتلك، يعجز عن الإجابة في كل منهما.
    وقد أرجع خليل ميخائيل معوض هذه المشكلة إلى أسباب كثيرة منها:
    1 ـ أن الكتب المدرسية والمفاهيم الدراسية ترتبط إلى حد كبير بالامتحانات التقليدية.
    2 ـ أن التلميذ يرى أن المدرسة والعلوم التي يدرسها لا تعده الإعداد الصحيح للحياة فهي لا تحقق له عملاً مناسباً في المستقبل.
    3 ـ قد يتجه التلميذ إلى دراسة لا تتفق مع ميوله واستعداده لأنه لم يجد مكاناً في هذا النوع من الدراسة، أو لأن أحد أصدقائه اتجه به إليها.
    4 ـ قد يكره التلميذ مادة معينة لارتباطها بكرهه لمدرس معين.
    5 ـ قد تكون طريقة التدريس نفسها من أسباب عدم ميل الطالب لاستذكار الدروس.
    أن ثمة أسباب أخرى تكمن وراء هذه المشكلة بدليل التفاوت البين بين نسبة وجودها في المدينة عنها في الريف، وان من أهم الأسباب التي أدت إلى هذا التفاوت الكبير كثرة المصاريف التي تجذب مراهق المدينة فتضيع أكبر أوقات يومه بين دور الملاهي والسينما والأندية والكازينوهات وفيها تبدي المرأة زينتها وتكشف عن أجزاء من جسمها.
    3 ـ الخوف من الامتحانات: والخوف من الامتحانات في هذه الحالة ناشئ طبيعي من إهمال المراهق وتفريطه في أداء واجباته، والعلاج الحاسم لهذه المشكلة بمواجهتها والهروب إليها بمعنى أن المراهق من لحظة شعوره بالخوف من الامتحانات فليسرع إلى تعديل استجابته للخوف وأن يقبل في عزم وحزم على الاجتهاد في المذاكرة أملاً في تدارك بعض ما فات.
    ثانياً- أسباب أسرية واجتماعية:
    إن الحياة الاجتماعية وعوامل الرفاهية والشهرة وتحقيق الكفاية المالية تجعل الأسرة ميالة في الغالب إلى دفع أبنائها نحو المجالات التعليمية التي توفر جانباً أكبر من الحاجات النفسية والاجتماعية والمادية متجاهلة أو متناسية ميل المراهق إلى هذه المجالات أو فتور وضعف ميله إليها، ومتناسية أيضاً مدى تناسب قدراته واستعداداته الخاصة مع المجالات التي تميل إليها الأسرة وترغبها، ولهذا غالى كثير من الأسر في متابعتها للمراهق وملاحقته من حين لآخر فتلزمه بقضاء غالب أوقاته في الاستذكار للمواد التي تخص المجال الذي ترغبه، وغالباً ما يكون لذلك مردود سلبي على سلوك المراهق عملية الاستذكار.
    والاعتدال في هذه الحالة أهدى سبيلاً كي لا تصبح المذاكرة من الموضوعات غير المحببة.
    ثالثاً- أسباب ذاتية:
    قد يرجع التخلف الدراسي إلى أسباب ذاتية تخص المراهق صاحب المشكلة وهذه الأسباب يمكن حصرها فيما يلي:
    1 ـ ضعف القدرة العقلية العامة عن التحصيل.
    اختلفت الناس في فهم العلوم وانقسموا إلى بليد لا يفهم بالتفهيم إلا بعد تعب طويل من المعلم وإلى ذكي يفهم بأدنى رمز واشارة...
    2 ـ قلة الخبرة بموضوعات ومجالات الدراسة التي توجه إليها، خاصة إذا ما كانت الدراسة تميل إلى الجانب العملي التجريبي.
    3 ـ ضعف الميل إلى نوع الدراسة خاصة إذا كانت لا توافق طبعه وقدراته الذاتية، وفي هذه الحالة يكون توجيه المراهق إلى الدراسة التي توافق ميوله وتتناسب مع قدراته واستعداداته أهدى سبيلاً.
    رابعاً) أسباب مدرسية:
    يذهب كثير من علماء التربية وعلم النفس إلى المدرسة بهيئتها التعليمية قد تكون سبباً في التأخر الدراسي، عند عدم تمشي المناهج الدراسية مع حاجات التلميذ وميوله ورغباته ومطامحه واستعداداته ومستواه العقلي، واعتماد هذه المناهج وطرق التدريس المتصلة بها على التلقين وحفظ المعلومات..
    وقد يكون المدرس الذي يميل إلى الشدة التي تصل إلى درجة القسوة والغلظة أحد الأسباب التي تدفع المراهق إلى الغياب وكراهية بعض المواد حيث إن المراهق بطبيعة تكوينه النفسي يرفض هذا النوع من المعاملة. ولقد أشار ابن خلدون في مقدمته إلى أن قسوة المعلم قد تعود بالضرر على المتعلم.
    إن واجب المدرس أن يكون أباً للمراهقين يترفق بهم ويحسن توجيههم ويأخذهم بالنصيحة لما يصبوا إليه، ويحملهم على الاجتهاد بالهدوء والسكينة ويستحث هممهم بالمنافسة الشريفة.
    ومشكلة التأخر الدراسي تتصل غالباً بالتخلف العقلي وترتبط به فتكون النتيجة ظاهرة اجتماعية وإدارية وأكاديمية معاً. فالنعوت التي تستخدم لوصف بعض الحالات مثل: ضعيف العقل، والمعتوه، والأبله، والمغفل، وناقص العقل، والمخبول، والمتأخر عقلياً، إنما هي نعوت تنطوي على تعابير تصف أفراداً أخفقوا في تحقيق أدنى مستويات الكفاءة في تلك الجوانب السلوكية التي تعتبر من صلب وظيفة العقل والذكاء. والتأخر العقلي هذا قد يكون دائماً أو مؤقتاً. وهو ينجم عن نقص تكويني جبلي، أو ينشأ عن سوء تطور معين، أو يتأتى عن حرمان حسي أو حرمان اجتماعي، أو صدمة عارضة، أو اضطراب انفعالي عنيف، أو ظروف جائرة. فهو يصف الوضع الذي يكون عليه الفرد من ناحيتي الوظيفة العقلية والسلوك المتكيف، محدداً بمعايير السلوك والعمر الزمني لمجموعة الأسوياء الذين هم من نفس عمر الفرد المتصف بالضعف العقلي هذا.
    مدلولات الضعف العقلي بوجه عام:
    وكثيراً ما يستعمل تعبير الضعف العقلي بمعان تتراوح في مدلولها بين:
    1 ـ الظواهر النشوئية.
    2 ـ العاهات التكوينية.
    3 ـ عدم الكفاءة الاجتماعية.

    وحالات الضعف العقلي هذه شتى وقد جرت محاولات كثيرة لتصنيفها على أسس متباينة مع مراعاة نشوء تلك الحالات:
    1 ـ فهناك أولاً أمراض وحالات تنشأ عن عدوى أيام النمو.
    2 ـ وهناك ما ينجم عن صدمة.
    3 ـ ومنها ما يرد إلى اضطرابات في عمليات الهدم والبناء الجسمية ومنها سوء التغذية فتؤثر على النمو.
    4 ـ وهناك حالات تكون ناشئة عن ظروف تتصل بما قبل الولادة.
    5 ـ وهناك مؤثرات تشنجية من جراء خلل أصاب لحاء الدماغ أيام النمو.
    6 ـ عوامل تؤثر على إحدى الحواس. وهذه العوامل، مفردة أو مجتمعة، تؤلف مشكلة اجتماعية، لأنها إن أصابت الفرد جعلته مختلفاً عن اللحاق بركب من كان المفروض أن يحاربهم من أقرانه ومن سائر أفراد المجتمع.
    وتكاد تنفق الدراسات الخاصة بالتخلف العقلي على أن التمييز ينبغي أن يكون بين:
    أولاً) الجوانب العقلية والمزاجية.
    ثانياً) العاهات الفطرية والمكتسبة.
    ثالثاً) العاهات العامة والأخرى المحدودة أو الخاصة.

    دور الأخصائي الاجتماعي في التأخر الدراسي: 
    يعرف الأخصائي الاجتماعي في المجال المدرسي بأنه ( ذلك الشخص الفني والمهني الذي يمارس عمله في المجال المدرسي في ضوء مفهوم الخدمة الاجتماعية ، وعلى أساس فلسفتها ملتزماً بمبادئها ومعاييرها الأخلاقية ، هادفاً إلى مساعدة التلاميذ الذين يتعثرون في تعليمهم ، ومساعدة المدرسة على تحقيق أهدافها التربوية والتعليمية لإعداد أبنائها للمستقبل) .فدور الأخصائي الاجتماعي يختلف عن دور المدرس ، فدوره لا بداية له ولا نهاية ، لا يتقيد بجدول المدرسة الرسمي ، إنما عمله في معالجة القضايا والمشكلات الاجتماعية والنفسية وغيرها للتلاميذ ، داخل المدرسة وخارجها ومتابعتها باستمرار طول مدة العام الدراسي ، والعام الذي يليه وهكذا ، ومفهوم الخدمة الاجتماعية هو تقديم خدمات معينة لمساعدة الأفراد والتلاميذ أما بمفردهم أو داخل جماعات ليتكيفوا على المشاكل والصعوبات الاجتماعية والنفسية الخاصة والتي تقف أمامهم وتؤثر في قيامهم بالمساهمة بمجهود فعال في الحياة وفي المجتمع ، وهي كذلك تساعدهم على إشباع حاجاتهم الضرورية وإحداث تغييرات مرغوب فيها في سلوك التلاميذ وتساعدهم على تحقيق أفضل تكيف يمكن للإنسان مع نفسه ومع بيئته الاجتماعية التي يترتب عليها رفع مستوى معيشته من النواحي الاجتماعية والسياسية .
    ومن خلال الممارسة الفنية والواقع العملي وتطور الواجبات والمستجدات على اختصاصات الأخصائي الاجتماعي في المدارس نجدها محددة فيما يأتي : 1) إعداد الخطة والبرنامج الزمني لأعمال التربية الاجتماعية بالمدرسة وفقاً للإمكانات المتاحة مع تميزها باستحداث وابتكار البرامج .
    2)إعداد السجلات المنظمة لأعمال التربية الاجتماعية والتي من أهمها :
    * سجل الحالات الفردية .
    * سجل الأخصائي الاجتماعي .
    * سجل اجتماعات المجالس المدرسية .
    * سجل البرامج العامة .
    * سجل الجماعات الاجتماعية التي يشرف عليها .
    * سجل متابعة التأخر الدراسي .
    * سجل المواقف الفردية السريعة .
    * سجل الإرشاد والتوجيه الجمعي .
    3) إعداد الملفات المنظمة لأعمال التربية الاجتماعية بالمدرسة والتي منها :
    * ملف الخطة والبرنامج الزمني .
    * ملف القرارات والتعميمات الوزارية .
    * ملف الشطب .
    * ملف الأنشطة والبرامج العامة .
    * ملف حالات الغياب .
    * ملف الميزانية والمعاملات المالية .
    * ملف الحالات الخاصة .
    * ملف حالات كبار السن وتكرار الرسوب .
    * ملف الحالات الاقتصادية .
    * ملف الحالات السلوكية ( تقويم وتوجيه السلوك الطلابي ).
    4) إعداد مشروع الميزانية الخاصة بأنشطة التربية الاجتماعية ( النشاط الاجتماعي ، الخدمة العامة، مجالس الأباء والمعلمين). 
    5) دراسة وتشخيص وعلاج الحالات الفردية ( الاقتصادية ، الشطب ، الغياب ، التأخر الدراسي ، السلوكية ، الصحية ، النفسية ، الاجتماعية ، كبار السن ، متكرري الرسوب ، والحالات المدرسية الأخرى ).
    ويقوم الأخصائي الاجتماعي في هذا الإطار بما يلي :
    عمليات الإرشاد الفردي والجمعي لتلك الحالات ..
    * الاتصال هاتفياً بأولياء الأمور ، الزيارات المنزلية للحالات التي تستدعي ذلك وبترتيب مسبق مع الأسرة  .
    * حصر الطلاب متكرري الرسوب وتنظيم متابعتهم ورعايتهم بالتعاون المشترك مع إدارة المدرسة وأولياء الأمور وهيئة التدريس  .
    سابعاً: الغش:
    الغش ظاهرة تدل على سلوك غير سوي ، سلوك منحرف وغير أخلاقي ، وهو سلوك مرضي (بفتح الميم والراء ) يهدف إلى تزييف الواقع لتحقيق كسب مادي أو معنوي ،أو من أجل إشباع بعض الحاجات أو الرغبات لدى الفرد والغش من الناحية الأخلاقية مثله مثل الكذب والرياء والخداع وهذه الدلائل للغش تتفق مع ما جاء في اللغة العربية من معنى للغش فيقال غشه ، ويغشه غشا ، أي لم ينصحه ، وأظهر له خلاف ما أضمره، والغش يدل على الغل والحقد والخيانة.
    أما تعريف الغش من الناحية التربوية فإنه يعرف بأنه : عملية تزييف لنتائج التقويم ، كما يعرف بأنه محاولة غير سوية لحصول التلميذ على الإجابة من أسئلة الاختبار ، وباستخدام طريقة غير مشروعة .
    ويعرف علماء الاجتماع الغش بأنه ظاهرة اجتماعية منحرفة وذلك لخروجها عن المعايير والقيم الاجتماعية التي يضعها المجتمع ولما تتركه من آثار سلبية تنعكس بصورة واضحة على مظاهر الحياة الاجتماعية في المجتمع .


    العوامل المؤدية إلى سلوك الغش:

    لقد تعددت العوامل أو الأسباب المؤدية إلى الغش فمن أهم هذه العوامل :

    1. عوامل التنشئة الأسرية والاتجاهات الوالدية في تربية الأطفال : إن الدراسات التربوية والنفسية والاجتماعية أجمعت كلها على أهمية التنشئة الأسرية للأطفال داخل الأسرة ، وفي المراحل المبكرة من أعمارهم فالأسرة بما يسودها من عادات وقيم تلعب دوراً بارزاً في تعليم الطفل وفي اكسابه مجموعة القيم الحسنة .

    2. العوامل التربوية التعليمية: ومنها نظام الامتحانات ،الوسط المدرسي في فترة الامتحان وخوف التلميذ من الامتحان، أسلوب وكفاءة المعلم في التعليم ، المذاكرة الجيدة والنجاح والرسوب

    3. العوامل الاجتماعية ( الطبقة الاجتماعية الاقتصادية ) : فغالبا نلاحظ أن الطبقة العليا في المجتمع ما تشجع أو تضغط على ولدها من اجل احتلال مركز اجتماعي مرموق على العكس من الطبقة الدنيا .

    أساليب الغش في الاختبارات المدرسية

    أجريت عدة دراسات كان الهدف منها معرفة الطرق أو الأساليب المختلفة التي يستخدمها طلبة المدارس والجامعة في مجال الغش وغالبا ما تنحصر هذه الأساليب في :

    1. نقل الإجابة عن السؤال أو الجزء الهام منها من صديق مجاور في قاعة الامتحان .
    2. النقل من كتاب مقرر ، أو من مذكرة يمليها معلم المادة .
    3. النقل من أوراق خاصة ومصغرة ومعدة لهذا الغرض .
    4. نقل الإجابة من خلال مذكرات مكتوبة على مقعد الامتحان .
    5. نقل الإجابة من خلال الكتابة على طرف الثياب أو راحة اليد .
    6. نقل الإجابة من خلال الكتابة على منديل من الورق أو القماش .
    7. نقل الإجابة على بعض الوسائل التعليمية التي يسمح بإدخالها قاعة الامتحان مثل المسطرة والممحاة .
    8. نقل الإجابة من خلال ورقة صغيرة يتم تبادلها مع صديق مجاور في الامتحان .
    9. تبادل نفس أوراق الإجابة مع طالب آخر .
    10.نقل الإجابة من خلال الحديث الشفوي مع زميل مجاور .
    11. نقل الإجابة بالاعتماد على الرموز والإشارات المتفق عليها بين الطلاب .
    12.نقل الإجابة من أجهزة اللاسلكي من خارج قاعة الامتحان .
    13. نقل الإجابة من خلال الآلات الحاسبة .
    14. وهناك أساليب نادرة ولكنها تحدث حيث يقوم أحد المراقبين ممن له صلة بالطالب بمساعدة هذا الطالب .
    15. احيانا يتم نقل الإجابة خارج القاعة وبعد توزيع أوراق الامتحان والتعرف عليها يتم طلب الخروج للحمام وهناك يكون قد اعد وسيلة الإجابة .
    16. وهناك أساليب غش وخداع ينظمها أفراد أو فرد من العائلة وهي عملية اصطناع حالة مرضية أو إحداث جراحة للمكوث بالمستشفى ليتم تخصيص لجنة طبية لكتابة التقرير تشرف على امتحان الطالب ويتم ترتيب عملية النقل وأحيانا يتم استغلال حالة المدرس الاجتماعية وظروفه الصعبة ليتم دفع له مبالغ مالية للحصول على الأسئلة .
    وغيرها من الأساليب الكثيرة

    أشكال الاختبارات المدرسية وسلوك الغش فيها :
    تشير بعض الدراسات التربوية بأن بعض أنواع الاختبارات المدرسية أو الجامعية من طبيعتها أنها يسهل فيها عملية الغش أكثر من غيرها ، كما أنها تدفع الطلبة نحو الغش وذلك لأن عملية الغش فيها لا تحتاج إلى جهد أو تفكير كبيرين وهذه الأسئلة هي الأسئلة الموضوعية في الأغلب كأسئلة أجب بنعم أو لا أو أكمل الفراغ أو اختر الإجابة الصحيحة أو اختبارات الإجابة المحددة أو القصيرة واختبار المطابقة بين الأفكار
    أما احتمال الغش في الاختبارات التجريبية والعملية ضعيف جداً ، وكذلك الاختبارات الشفوية


    طرق الوقاية والعلاج لحالات الغش في الاختبارات الأكاديمية
    هناك بعض المقترحات التربوية أو الإرشادات التي هي بمثابة توجيهات للمعلم وللطالب وللوالدين
    أولا : مقترحات تربوية وقائية
    1. من الضروري على المعلم الكشف عن حالات التخلف الدراسي ، وصعوبات التعلم بصورة مبكرة قبل أن تتطور ويصحبها اضطراب في السلوك .
    2. من الضروري على المعلمين والمربين توجيه التلاميذ فيما يتعلق بعادات المذاكرة الجيدة ويمكن أن يتم ذلك بالتعاون مع الأسرة .
    3. إن المعلم الناجح هو الذي يأخذ كافة احتياطاته ضد عملية الغش المحتملة بين تلامذته خلال الاختبارات .

    ثانياً : توجيهات إرشادية من أجل استعداد التلميذ للمذاكرة ولأداء الاختبار
    1. على التلميذ مراجعة المادة الدراسية دوريا وعلى مدار العام الدراسي وأن لا تجعل المادة الدراسية تتراكم لفترة طويلة من الزمن دون مراجعة .
    2. العمل على إعداد جدول منظم يحدد فيه الأوقات المناسبة للمذاكرة ، والتي تتناسب مع ظروف التلميذ الأسرية ، والمدرسية ، أوقات فراغ التلميذ .
    3. على الأسرة والوالدين العمل على توفير وسائل الراحة للتلميذ من أجل المذاكرة ، وإبعاد التلميذ عن كل ما يشتت الذهن
    4. يمكن للتلميذ البدء بدراسة المادة العلمية التي يحبها والأكثر أهمية والتي تحتاج إلى وقت وجهد وان يبدأ بتصفح المادة لأخذ فكرة ومن ثم يبدأ بالحفظ تدريجياً .
    5. يمكن للتلميذ بعد مراجعة مادته الدراسية أن يبدأ بطرح بعض التساؤلات على نفسه ومحاولة الإجابة عنها .

    علاج حالات الغش في الاختبارات المدرسية والجامعية:

    1. طريقة الإرشاد والتوجيه
    فمن مهام المعلم إرشاد وتوجيه الطالب والنظر في جميع مشكلاته المدرسية والأسرية والصحية والاجتماعية وهذه مهمة المعلم المرشد ويمكن أن يقوم بها المعلم المربي أو الوالدين والهدف من هذه الطريقة هو جعل التلميذ الغاش ( أو المنحرف سلوكياً ) أكثر توافقاً مع مدرسته وأسرته ومجتمعه وحيث يتم جعل التلميذ أكثر تفهماً ووعياً بمشكلاته ، مما يساعده على مواجهتها أو حلها .


    2. طريقة التحليل النفسي المختصرة
    لاحظ علماء النفس بان العلاج بواسطة التحليل النفسي بشكل عام مفيد عدا في مجال الأطفال دون عمر الثانية عشر ، وهذا الشكل من العلاج يتطلب خبرة وممارسة كما أن أساليب التحليل النفسي الكلاسيكي مفيدة لكنها تحتاج إلى وقت وهي طريقة طويلة وذات تكاليف كبيرة لذلك بعض علماء النفس وضعوا طريقة مختصرة وبسيطة للعلاج بواسطة التحليل النفسي ويهدف هذا الشكل من العلاج إلى الكشف عن حاجات المريض العميقة الكامنة وراء السلوك المنحرف أو المكاسب الثانوية التي يسعى التلميذ لتحقيقها من وراء سلوك الغش في الاختبارات مثل الانتقام من المعلم أو الانتقام من المدرسة أو الأسرة القاسية أو من اجل لفت النظر إليه أو خشية التعرض لفشل دراسي وبالتالي يعمل الأخصائي على معالجة الأسباب بالتدريج .


    3. العلاج النفسي الجماعي
    يستخدم هذا العلاج عندما تكون ظاهرة الغش في الاختبارات منتشرة بين تلاميذ الصف الواحد أو المدرسة الواحدة وفي هذا العلاج يتم جمع عدد من التلاميذ في حدود (7ــ12) تلميذ ممن يشتبه بأنهم يحاولون الغش في اختباراتهم أو ممن ضبطوا متلبسين بعملية الغش يجمعون في جلسة تستغرق
    (90ــ120) دقيقة وتتراوح عدد الجلسات اللازمة لعلاج حالات الغش وسطيا حوالي (3ــ10) جلسة علاجية ويشترط في العلاج النفسي تجانس أفراد الجماعة من حيث المشكلة والجنس والعمر والصف


    4. العلاج النفسي السلوكي
    فكر علماء العلاج النفسي السلوكي في سبب تكوين ظاهرة الغش وفي كيفية تصحيحها أو إزالتها وفيما إذا كان بالإمكان بناء عادة صحيحة مكان العادة غير السوية وقد أجرى علماء الغرب العديد من التجارب وتوصلوا إلى عدة طرائق تساهم في علاج السلوك غير السوي من هذه الطرق طريقة العلاج التنفيري الذي يعتمد على تكوين فعل منعكس شرطي جديد وذلك على النحو التالي :
    1) عوامل دافعة تدفع الفرد نحو سلوك الغش في الاختبارمما يؤدي إلى النجاح والراحة وتحقيق الهدف
    2) عوامل دافعة مع تشديد المراقبة فشل التلميذ في الغش مما يؤدي إلى عدم النجاح والإحساس بالفشل .
    3) عوامل دافعة مواقف أدت إلى فشل سلوك الغش وعدم النجاح والإحساس بالفشل وتوقع العقوبة .

    ويلاحظ بان أسلوب الغش لم يفيد التلميذ ول يحقق الهدف بل العكس أدى بالتلميذ إلى الإحساس بالألم والفشل وخيبة الأمل وبالتالي سنجد بأن هذا السلوك غير السوي سيتعرض لحالة انطفاء أو إلى الكف ولا بد من متابعة ذلك حتى يتم التأكد من انطفاء سلوك الغش .

    ويمكن أن يجد المعالج السلوكي بأن سبب الغش في الاختبار هو خوف التلميذ أو قلقه من الاختبارات وفي هذه الحالة على المعالج معالجة الأسباب المؤدية إلى قلق الامتحان وتؤدي بدورها إلى سلوك الغش وفي هذه الحالة يتم استخدام (طريقة الكف بالنقيض ) وفي هذه الطريقة يتم تدريب التلميذ الذي يعاني من القلق والخوف من الاختبار وذلك على مواقف الاختبار قبل بدء الاختبار بشهر تقريبا وتعريضه لموقف اختبار حقيقي أو إثارة موقف الاختبار في تصوراته وفي ذهنه ويكون ذلك بعد أن يكون المعالج قد جمع البيانات عن التلميذ ومشاكله المتعلقة بالاختبار وعن طبيعة الاختبارات التي يخاف منها التلميذ وبالتالي علاجها .


    5. العلاج البيئي والاجتماعي
    يهدف العلاج البيئي ــ الاجتماعي إلى إعانة الفرد المريض على تحسين وظيفته في المجتمع عن طريق العلاقة المهنية بين المعالج والفرد المريض وذلك بالتأثير في شخصيته وتعديل آثار البيئة السلبية واستغلال مواردها بالشكل الصحيح وبمعنى آخر العلاج البيئي ـــ الاجتماعي يهدف في مثل حالات إلى استعادة نشاط التلميذ الاجتماعي بشكل سوي ومتزن سواء داخل الأسرة أو داخل مجتمع المدرسة أو في إطار المجتمع الكبير خارج الأسرة والمدرسة .
    وللعلاج البيئي ــالاجتماعي عدة أساليب منها العلاج البيئي للآثار المادية والمعنوية الضارة في بيئة التلميذ ، والتي يتفاعل معها تفاعلا غير سويا كما في حالة وجود ضغوط من الأسرة أو من الأبوين أو من المدرس من اجل الاجتهاد والنجاح أو التفوق أو الحصول على درجات أعلى ..... الخ لذا كان من الضروري تعديل اتجاهات الأبوين أو المعلم أو الأصدقاء وقد يكون التلميذ منبوذا من أسرته أو من المعلم أو الأصدقاء مما يتطلب مقابلة هؤلاء وتعديل اتجاهاتهم نحو هذا التلميذ .


    6. العلاج الانفعالي العقلاني ــ المعرفي
    تعتبر هذه الطريقة في العلاج النفسي من الطرق الحديثة والهامة والتي تم توصل إليها بعد تطور الاتجاهات النفسية العلاجية وشمولية أو تكامل هذه الاتجاهات ظهرت هذه الطريقة بفضل جهود العالم ألبرت إليس وهذه الطريقة في العلاج لا تعتمد على مبادئ العلاج التحليلي النفسي مثل دراسة تاريخ الحالة حتى الطفولة والاعتماد على مبدأ التحويل العاطفي والتداعي الحر وهذه الطريقة تعتمد بشكل كبير على دور الأفكار والمعتقدات في الاضطراب النفسي أو السلوكي واستمرارية هذا الاضطراب لهذا يمكن اعتبار طريقة البرت طريقة معرفية فكرية وهي طريقة تهتم بالعوامل البيئية وعوامل الوراثة والعوامل البيوكيميائية في تأثيراتها على السلوك والعاطفة عند الإنسان ، وهكذا عندما نقول أن إنسانا ما مضطربا فان ذلك يشير إلى تفسيره أو تقويمه لموقف معين هو تفسير خاطئ وان هذا الاضطراب نتج عن سوء التفسير أو التقويم وبالتالي تبع ذلك سلوكا غير سويا ، لهذا يرى البرت اليس أن هدف العلاج العقلاني هو تعليم المريض أو العميل كيف أن تأويلاته ومعتقداته حول الموقف هي تأويلات ومعتقدات خاطئة ومن ثم إيصاله إلى التفسير أو المعتقد الصحيح حيال المواقف أو المثيرات التي يتعرض إليها ويتم ذلك من خلال عدة مراحل أو خطوات يتبعها المعالج .

    وفي العلاج الانفعالي ــ العقلاني يقوم المعالج بمساعدة الفرد المريض على وعي أفكاره الخاطئة أو المضللة التي تقوده نحو السلوك غير السوي ( مثل الغش في الامتحان ) ، كما يقوم المعالج خلال مقابلاته التشخيصية والعلاجية بتزويد المريض بالتقنيات اللازمة والخبرات والمهارات التي تساعده في تبديل أفكاره ومعتقداته إزاء الامتحانات مثلا وسلوكه ومشاعره أو بكل ما يرتبط بالمشكلات التي تفرزها مواقف الامتحانات .


    7. العلاج الديني
    وجد بعض علماء النفس أن التوجيه والإرشاد الديني للفرد صاحب المشكلة غالبا ما يساهم في الحد من هذه المشكلة ومواجهتها وخاصة إذا كان لهذه المشكلة جنبا أخلاقيا أو جانبا دينيا مثل مشكلة الغش في الاختبارات ،كما أن الدين له أثره الواضح في النمو النفسي وفي الصحة النفسية والفكرية والاجتماعية لدى الفرد والتعاليم الدينية عندما تتغلغل في النفس تدفع الفرد إلى السلوك الإيجابي كما أنها تساعد الفرد على الإحساس بالأمن والطمأنينة والاستقرار كما يمكن النظر إلى الدين كأحد أبعاد الشخصية وان يتناول جميع أبعاد حياة الفرد وسواء كان الاتجاه نحو الدين موجبا أو سالبا فان الدين يعتبر قوى دافعة للفرد .
    ولا شك أن الإيمان بالله والعمل بتعاليم الإسلام يجعلان الفرد يسير في السلوك الصحيح ووفقا لهذه التعاليم ، والإنسان المؤمن هو الذي يكون صادقا وواثقا من نفسه وأمينا ومخلصا ومهذبا وخلوقا لا يكذب ولا يغش ولا يخون .
    ومن الطبيعي أن توجيه التلاميذ توجيها دينيا صحيحا ومقابلة الطالب الذي يسلك الغش في اختباراته وتوعية أو إرشاده دينيا بهدف تقوية الإحساس لديه بالإيمان والصدق وبتعاليم الإسلام وبناء أفكار واتجاهات الإنسان المسلم لديه ، وبالاعتماد على المنهج العقلي والمنطقي يؤدي بهذا الطالب إلى الالتزام بتعاليم الدين والبعد عن الغش ومقته وتحريره من مشاعر القلق والخوف

    ويرى الإمام الغزالي بأن العلاج الديني له أركان ثلاثة هي العلم بالذنب أو الخطأ المخالف لأمر الله والإحساس بهذا الذنب أو الخطأ وفعل هو طلب التوبة وترك الذنب
    وبعد ذلك تعمل عملية التوجيه والإرشاد الديني على إكساب التلميذ اتجاهات وقيما جديدة ويصبح التلميذ اكثر تقبلا للآخرين ولذاته ولموقف الاختبارات ، وقادرا على ضبط نفسه والقيام بواجباته المدرسية وغير المدرسية على احسن وجه ممكن وتتكون لديه عادات حميدة والرضا النفسي هو أساس التربية الأخلاقية في نظر الإسلام

    ويرى علماء الدين الإسلامي أمثال الغزالي ، وابن سينا ، والرازي ، وغيرهم بأن أساس العلاج الديني لأمراض النفس هو الإحساس بالخير والرضا والنية الخيرة ، ولأن من ينوي سلوك الشر فإنه لا يشعر بالخير أو الرضا يقول الله تعالى :
    ( فترى الذين في قلوبهم مرض ) ( سورة النور ) وقوله تعالى : ( وارتابت قلوبهم فهم في ريب يترددون ) ( سورة المائدة ) ويقول تعالى أيضاً : ( في قلوبهم مرض فزادهم رجساً إلى رجسهم ) (سورة التوبة )
    ويرى هؤلاء بأن النية الخيرة تدفع الفرد نحو فعل الخيرات والكف عن جميع الشرور وذلك لأن الإحساس بخيرية الذات لا يأتي الإنسان إذا لم يفعل الخير وبإرادة خيرة ، وأهم ما ينمي ذلك لدى الفرد هو غرس وحساسية في الوجدان ، وخشية مستمرة من الذنب ، وتقوى الله هي نبع الفضائل الاجتماعية ومصدر السلوك السليم وهي الوسيلة الأولى في توافق الفرد المؤمن مع ذاته ومع الآخرين
    لينال رضا الله في الدنيا والآخرة ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب )
    وقوام التقوى في الإسلام القدرة على العطاء والإنجاز والعمل ، فالإنسان المؤمن منتج ومنجز وإيجابي
    فهذه هي المحاور الرئيسية للعلاج الإرشادي الديني التي نهجها المسلمين في مواجهة الخطأ والانحراف .










    دور الاخصائي الاجتماعي في المجال المدرسي بشكل عام  :
      يتلخص دور الاخصائي الاجتماعي في المجال المدرسي في ثلاث نواحي هامة هي:

    أولاً:- بحث حالات الطلاب الذين يحتاجون لمعونة فردية .
    ثانياً:- العمل مع الجماعات المدرسية بغرض الاستفادة منها في تحقيق النمو الاجتماعي للطلاب.
    ثالثاً:- توثيق العلاقات بين المدرسة والهيئات القائمة وجعل المدرسة مركز إشعاع للبيئة ويمكن تناول ذلك من خلال :-

    أولاً:- بحث حالات الطلاب الذين يحتاجون لمعونة فردية 
     يقوم الاخصائي الاجتماعي ببحث حالات الطلاب الذين يعانون من بعض المشكلات والتي قد تعوقهم عن الاستفادة من العملية التعليمية وذلك من أجل التوصل الى اسبابها ووضع الخطط العلاجية الملائمة لها ومن هذه المشكلات.

    1- مشكلة الهروب من المدرسة :
          وتعتبر هذه المشكلة من أهم المشكلات المدرسية السائدة في المجتمع والتي تعوق الطالب من الاستفادة من فرص التعليم والتنشأة السليمة وقد ترجع هذه المسكلة الي اسباب ذاتية تتعلف بصعوبة تكيف الطالب مع الجو المدرسي وصعوبة بعض المواد الدرسية أو الى أسباب بيئية تتعلق بسؤ معاملة الوالدين وانتشار العوامل الايكولوجية المغرية كدور السينما والحدائق وغيرها،

    2- مشكلة التأخر الدراسي:
        وتتلخص هذه المشكلة في عجز الطالب عن السير في دراسته بطريقة طبيعية نتيجة مطالبته بالعمل في مستوى يفوق قدراته وطاقاته مما يؤدي الى تخلفه وقد ترجع هذه المشكلة الى عوامل ذاتية كالتأخر العقلي وضعف القدرة اللغوية أو ضعف القدرة على التذكر أو ضعف النمو الجسمي أو الي عوامل بيئية تتعلق بأضطراب العلاقات سواء في المدرسة أو في الأسرة.

    3- مشكلة سوء التكيف الاجتماعي:
    ومن هذه المشكلات الانطواء والخجل والقلق والتبول اللاارادي والهروب وقضم الاظافر والتأخر الدراسي وقد ترجع هذه المشكلات الى اضطرار البيئة الخارجية للطفل – والتمثلة في الأسرة والمدرسة والمجتمع بوجه عام.

    4- المشكلات السلوكية والانحرافية :
         ومن أمثلة هذه المشكلات الكذب والتمرد والسرقة وتحدى السلطة وغيرها من مظاهر السلوك التي لا تتفق مع الأداب العامة والقيم والاخلاقية والمعايير الاجتماعية والانسانية والمتفق عليها وقد ترجع أسباب هذه المشكلات الي عوامل فطرية كالدكاء والاستعدادات الخاصة أو الى عوامل مكتسبة كالثقافة والتنشأة.

    5- المشكلات الاقتصادية : 
        تعتبر المشكلات الاقتصادية من المشكلات الهامة التي تجابه الطالب وتعوقه عن الاستفادة من الانتفاع من الامكانيات والخدمات للتربوية التي تهدف المدرسة الى توفيرها فقد يؤدي سؤ الحالة الاقتصادية الي سؤ التغذية وبالتالي الي ظهور بعض الأمراض والضعف الجسماني والي الاحساس بالنقص وانسحاب التلميذ وانطوائه وحرمانه من فرص الاشتراك في اوجه النشاط المختلفة.



    المراجع :
    1- ذم الكذب وأهله – ابن ابي الدنيا – دار السنابل.
    2- الموطأ لمالك بن انس .
    3- كيف نربي ابنائنا ونعالج مشاكلهم – معروف زريف .
    4- التربية والطفل – يوسف سعد الهلال.
    5- جوانب التربية الإسلامية الأساسية – د.مقداد يالجن.
    6- ادوار الإخصائي الاجتماعي في المجال المدرسي – محمد سلامة غباري – دار المعرفة الجامعية – مصر.
    7- الدعوة 1412/12/24 -49 عبدالرحمن بن رشيد الوهيبي.
    8- الممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية في المجال التعليمي-د.أحمد مصطفى خاطر و د.محمد بهجت جاد الله كشك.
    9- دليل منهاج عمل الاخصائي الاجتماعي بالمدارس – د.المعتز بالله منجود الغباشي.
    10- موقع ومنتديات مجلة العلوم الإجتماعية.
    11- منتديات إجتماعي.
    12- الشباب والفراغ – أحمد عبدالله أحمد العلي – الكويت – منشورات ذات السلاسل.
    13- مجلة المعرفة – العدد 64 .
    14- أصول علم النفس – أحمد عزت راجح .

    أحبابي لو وجدتم ضالتكم في هذة المدونة  فلا تترددوا في نشر هذة التدوينة والمدونة ولو اردتم اى شئ تبغوني انزله لكم على هذة التدوينة يمكنكم ان تجدونا في هذة المواقع للتواصل الاجتماعي والمراسلة لنا واطلبوا ما تحبوا او تريدوا منا ونحن ان شاء الله سوف نقدمه لكم مجانا لا نريد منكم جزاءا ولا شكورا ولكن نريد منكم دعواتكم بظهر الغيب حيث قرأت ان الدعوة بظهرة الغيب لأحد تعزه مستجابة فعليكم بالدعاء لنا ونشر ومشاركة وتشيير ما ننشره لكم ولو انك ليس بحاجة الى اى منشور انشره لله كعمل خير وكالدال على الخير له جزاءه مثل من قام به على قدر الناس التي ستستفاد من نشرك ولك ان تتخيل مدى وعدد كم من الناس سوف تستفاد من نشرك لهذة المواد التعليمية والمنشورات التي ننشرها على مذكرات تعليمية سترى ملايين من الحسنات تأتيك من حيث لا تدري بنشرك لروابطنا.
    إذا ارد ان تجدنا او تطلب شئ نحن فى الخدمة هنا فى :

    1 - مدونة مذكرات تعليمية
    2 - صفحة مذكرات تعليمية على الفيس بوك
    3 - جروب مذكرات تعليمية على الفيس بوك

    4 - جروب مذكرات تعليمية الاحتياطي على الفيس بوك
    6 - حسابي الشخصي على الفيس بوك مصراوي حر 
    7 - حسابي الشخصي على الفيس محمد على
    8 - مذكرات تعليمية على تويتر 
    9 - قناة مذكرات تعليمية على اليوتيوب
    10 - حسابنا على جوجل بلاس









    0