-->

عااااااااااااجل حوار السيد الوزير الصحفى الاخير

عااااااااااااجل حوار السيد الوزير الصحفى الاخير
    الهلالي الشربيني: لست راضيًا عن منظومة الامتحانات.. وندرس مقترحات للقضاء على الغش الإلكتروني نحتاج لـ 40 مليار جنيه لحل أزمة ارتفاع الكثافات الطلابية داخل الفصول خاطبت المحافظين لتوفير مسكن ملائم لطلاب مدارس المتفوقين..وخلال أيام سأعين رئيسًا جديدًا لتولي ملف مدارس الإخوان المتحفظ عليها

    لم تعد أهمية التعليم محل جدل في أي منطقة من العالم، فأساس التقدم الحقيقي هو التعليم، وتأتي في مقدمة الدول التي شهدت ازدهارًا وتقدمًا ملموسًا بفضل اهتمامها بالتعليم "النمور الآسيوية"؛ لأنها وضعت هذا الملف في أولوية برامجها وسياساتها.
     
    وفي مصر، يعانى النظام التعليمي - المعلم والطالب والمدرسة والمنهج - العديد من المشكلات والتحديات التي تمثل عائقًا أمام تطور العملية التعليمية.

    "التحرير" حاولت تسليط الضوء على تلك المشكلات وخاصة كثافة الطلاب بالفصول، واستغلال أملاك الوزارة، وإيجاد حلول جدية لها؛ لدفع عجلة التقدم عبر بوابة التعليم، وكان لنا هذا الحوار مع الدكتور الهلالي الشربيني، وزير التربية والتعليم الفني، وإلى نص الحوار...

    - في البداية.. ما رأيك في العملية التعليمية، وأبرز السلبيات التي تعاني منها؟
    الواقع في التعليم ليس سيئًا بالصورة التي يصورها البعض، فهناك سلبيات ومشاكل تعاني منها المنظومة التعليمية بالفعل، وكنت على دراية بها قبل تولي المسؤولية؛ بحكم عملي كأستاذ للتربية ومتخصص في التخطيط، لكن بعدما توليت حقيبة التعليم اكتشفت أن حجم المشكلات في بعض الأمور أكبر مما كنت أتصور، فالوزارة تمتلك أصولاً غير مستغلة، وتمثل عبئًا لعدم استغلالها، مثل القرية الكونية بمدينة السادس من أكتوبر، وشكلت لجنة لحصر تلك الأصول ودراسة كيفية استغلالها بما يضخ عائد للوزارة.

    وكنت أعلم بوجود مشكلة في ارتفاع الكثافات، لكن ليس بهذا الحجم، وهناك إدارات ومديريات لا تعاني مشكلات الكثافة، ومنها مدارس السويس.

    ورغم السلبيات والمشكلات التي تعاني منها المنظومة التعليمية، إلا أنه هناك العديد من النقاط المضيئة التي يمكن البناء عليها، ولعل أبرزها أن التعليم الفني حقق خلال الفترة الماضية جزءًا من التطوير يمكن استغلاله والبناء عليه، رغم أنه - التطوير - لم يتجاوز نسبة الـ10% من حجم المدارس الفنية إلا أنه يمكن البناء عليه، ومن النقاط المضيئة أيضًا تجربة مدارس المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا، وهي مدارس تقدم تعليمًا على مستوى عالٍ، وهناك 9 مدارس للمتفوقين على مستوى الجمهورية منها 6 تعمل بالفعل، و3 تعاني بعض المشكلات.

    - ماذا عن المشكلات التى تعانى منها المناهج الدراسية؟
    نعمل حاليًا على الارتقاء بالمناهج التعليمية، وتطويرها بطريقة علمية مختلفة، فقد سألنا أنفسنا أين نقف من الدول المتقدمة في مجال العلوم والرياضيات؟، وانتهينا إلى ضرورة دراسة مناهج العلوم والرياضيات للطلاب في أكثر الدول تقدمًا في هذا المجال، ووجدنا أن الأبرز هم فرنسا، إنجلترا، فنلندا، وألمانيا، وبدأنا في تشكيل لجنة قومية لتطوير المناهج لتكون هذه اللجنة هي المسؤولة أمام كافة طوائف المجتمع.

    وستضم اللجنة في عضويتها أساتذة جامعات متخصصين في العلوم والرياضيات، ومناهج وطرق تدريس هذه المواد، وأساتذة تربويين، ومُمثلين من مركز تطوير المناهج، بالإضافة إلى مستشاري المواد، وستقوم بدراسة مناهج العلوم والرياضيات الواردة من الدول الأربع التي ذكرتها، وتقارنها بالمناهج المصرية التي تدرس للطلاب، وتقدم مناهجًا مطورة وفقًا لذلك، وفي حالة وجود أي قصور في مناهج هذه المواد ستسأل تلك اللجنة عن ذلك، وتشكيل هذه اللجنة لا يتم وفقًا لأهواء الوزير، بل هي لجنة قومية تضم خبراء في تخصصاتهم.

    أما فيما يتعلق بمناهج المواد الثقافية، فسيتم تطويرها وفقًا للثقافة المصرية؛ لأنها مناهج دراسية مرتبطة بثقافة وتقاليد الشعب المصري، ومورثاته، ومن تلك المناهج الدراسات الاجتماعية والتربية القومية واللغة العربية ومواد التربية الدينية، وبذلك تكون المناهج الدراسية قد تخلصت من مشاكلها، وتم وضعها عن طريق لجنة قومية.

    - ما هي خطة الوزارة لحل مشكلة الكثافات داخل الفصول؟
     إذا قلت لك إنني أستطيع حل جميع مشاكل التعليم في الصباح فستكون مبالغة غير مقبولة، والتعليم يُعاني من مشاكل بعضها يحل بطرق عادية، والآخر يحتاج إلى طرق غير تقليدية لحلها، وفي مقدمتها الكثافات الطلابية داخل الفصول.

    نحن بحاجة إلى 52 ألف فصل بتكلفة تصل إلى 15 مليار جنيه، لتخفيض كثافة الفصول إلى 40 - 45 طالبًا بالفصل الواحد، ولكي يمكننا تحويل كل المدارس للعمل بنظام الفترة الواحدة، وإلغاء نظام الفترتين، نحتاج إلى 52 ألف فصل آخرين بتكلفة 15 مليار جنيه أيضًا، ولتغطية المناطق المحرومة من المدارس نحتاج إلى 33 ألف فصل بتكلفة حوالي 10 مليارات جنيه، ما يعني أن الاحتياج الفعلي لكي تصل إلى مستوى جيد من الكثافات هو 137 ألف فصل بتكلفة نحو 40 مليار جنيه.

    ويمكننا خلال العامين المقبلين إنشاء 52 ألف فصل، والوصول بالكثافات إلى 40 - 45 طالبًا في الفصل الواحد بشرط أن توفر الدولة التمويل اللازم لإنشاء ثلثي هذا الرقم، بحيث يتم إنشاء 19 ألف فصل في العام، وتستطيع الوزارة توفير التمويل اللازم لإنشاء 7 آلاف فصل بتكلفة تصل إلى 2 مليار و100 مليون جنيه، وهذا التمويل يمكن توفيره من خلال استغلال الأصول التابعة للوزارة بالشكل الأمثل.

    وكلفت الهيئة العامة للأبنية التعليمية بتقديم مقترحاتها لإنشاء نماذج جديدة من المدارس، وندرس الاعتماد في التوسع في إنشاء المدارس على نظام الشراكة مع المستثمرين لتقديم تعليم يتمتع بجودة عالية، وهذه الشركة قد تكون من خلال توفير الأرض من قبل الوزارة، وأن يقوم المستثمر بالإنشاءات والتجهيزات، وتكون رسوم دخول هذه المدارس مخفضة؛ لأن الوزارة ستتنازل عن نصيبها في الأرباح مقابل أن تنخفض تكلفة دخول الطلاب، وبذلك يستفيد الطلاب بهذه النوع من المدارس.

    - ذكرت أن هناك مشاكل تعاني منها 3 مدارس للمتفوقيتن، فما هي؟
    تتمثل هذه المشكلات في أنها تحتاج إلى تجهيزات معامل على مستوى معين، وبعض الأجهزة التي تستخدم في تلك المعامل تأتي من الخارج، لذلك تم تشغيل المدارس الجاهزة، وبدء الدراسة في المدارس التي تحتاج إلى بعض التجهيزات، واستكمالها أثناء الدراسة.

    وفور أن توليت المسؤولية، وجدت أن بعض مدارس المتفوقين بلا مسكن ملائم للطلاب فتم مخاطبة المحافظين، وحل هذه المشكلات، فضلاً عن توفير الوجبات الغذائية اللازمة، ونعمل حاليًا على استكمال تجهيز المعامل، وإنهاء مشكلات تلك المدارس.

    - هل أنت راضٍ عن منظومة الامتحانات بشكلها الحالي؟
    لست راضيًا عن منظومة الامتحانات، لكن إذا أردت تعليمًا متطورًا فلابد أن يكون لديك عملية تعليمية منضبطة، وهذا يشترط أن تكون العملية الامتحانية منضبطة، وما كان يحدث خلال الأعوام الماضية، ونشر أوراق الأسئلة على مواقع التواصل الاجتماعي بعد 10 دقائق أو ربع ساعة من بدء الامتحان، أمر غير مقبول، ويعد تحديًا للوزارة وللدولة ككل.

    ولمواجهة تلك المشكلة، كلفنا المركز القومي للامتحانات، أن يقدم مقترحاته لمواجهة تلك المشكلة، وبالفعل قدم المركز مقترحات عدة لمواجهة تلك المشكلة؛ ولكن بعضها غير قابل للتنفيذ؛ لأنها ستكون مرهقة جدًا، ومنها أن تكون أوراق الأسئلة مختلفة، وأن تقدم لكل طالب ورقة أسئلة مختلفة عن زميله؛ ولكن تنفيذ هذا المقترح يحتاج إلى دقة، وتنفيذه في نفس التوقيت في كافة اللجان، وهذا الأمر صعب للغاية؛ بسبب أعمال نقل الأسئلة للجان البعيدة، وعقدنا اجتماعًا مع مسؤولي وزارة الاتصالات من أجل وضع حلول لهذه المشكلة، واجتمع خبراء الوزارة مع مسؤولين من الاتصالات، وتوصلوا إلى مجموعة من التصورات، لكن لم يتم بلورتها في شكلها النهائي.

    - هل تعتقد أن هذه الإجراءات كفيلة للقضاء على "الغش" في الامتحانات؟
     هناك نص قانوني صدر منذ شهرين، ينص على أن يُعاقب بالسجن لمدة عام وغرامة 50 ألف جنيه، كل من يساهم بشكل أو بآخر في أعمال الغش سواء كان من العاملين بالتربية والتعليم أو خارجها، وهذا القانون سيتم تفعيله خلال الامتحانات القادمة، بالإضافة إلى الحلول التكنولوجية التي توصل إليها خبراء التعليم والاتصالات من أجل مواجهة تلك الظاهرة.

    - ما الذي تم في مشروع التنمية المهنية للمعلمين؟
     المشروع يسير بخطوات جيدة، ونستهدف تدريب 150 ألف معلم في كل عام، و20 ألف مدير مدرسة عن طريق الأكاديمية المهنية للمعلمين، وعدد من البرامج التدريبية مع جهات أخرى، ولقد انتهينا من تدريب 4300 متدرب عن طريق "التعليم أولاً"، كما تم تدريب 108 آخرين في مدارس اللغات، ونستهدف تدريب 600 مدير مدرسة على التنمية البشرية، وبالفعل انتهينا من تدريب 160 منهم، وهذا محور واحد من محاور الاهتمام والارتقاء بالإدارة المدرسية.

    - هل يُشير هذا إلى أن المدارس تعاني من مشاكل في إداراتها؟
    بالتأكيد، هناك مشاكل في الإدارات المدرسية، ولذلك نولي الإدارة المدرسية اهتمامًا كبيرًا، وجزء كبير من المشاكل التي تواجهها المدارس تتعلق بالمدير أو الوكيل، فكلما كان مدير المدرسة حازمًا وناجحًا فسينعكس هذا على المدرسة نفسها.

    - ما تعليقك على رد فعل مدير المدرسة القومية بالعجوزة على قرار استبعاده؟
     ما فعله مدير المدرسة القومية بالعجوزة يؤكد أنه لا يصلح مديرًا للمدرسة، ومن على شاكلته أيضًا لا يصلح مديرًا، واستبعدت هذا المدير أثناء زيارة ميدانية للمدرسة، وبهذه المناسبة فإن زياراتي الميدانية للمدارس لا تكون مرتبة أو محددة؛ بل تكون عشوائية وغير مُعدة من قبل، فعندما تصلني تقارير عن مدارس تعاني من مشاكل أو قصور أقوم بزيارة مفاجئة لتلك المدرسة، وعندما وصلت إلى المدرسة القومية بالعجوزة، وجدتها تعاني من الفوضى في تنظيم طابور الصباح، بالإضافة إلى وجود نسبة كبيرة من الغياب في صفوف النقل.

    وأخبرني أحد أعضاء المتابعة ممن كانوا برفقتي في الجولة أن الطلاب لم يتسلموا 9 كتب، فما كان مني إلا أن قلت لمدير المدرسة بصوت ودود:" يا راجل يا طيب الطلبة ليه ما استلموش الكتب؟"، فقال "كتب ايه؟" فأجابه عضو المتابعة: "كتب كذا وكذا".

    والحقيقة، لقد صدمتني إجابة أمين العهدة بالمدرسة، حيث قال لي الكتب موجودة يا فندم في مخزن المدرسة، فسألته: "سايبها في المخزن ليه، ولماذا لم تسلم للطلاب؟".. فتخيل أنه بعد مرور شهرين من العام الدراسي والكتب الدراسية في مخزن المدرسة، ولم يستلمها الطلاب، والمدير غايب عن كل هذا، فكيف أترك مديرًا هذا مستوى أدائه.

    وللعلم، مبدأ الثواب والعقاب يتم تطبيقه على الجميع، والدليل على ذلك أنني كرمت الطالبة التي بادرت لتنظيم طابور المدرسة ذاتها، وقدمت أغنية وطنية جعلت جميع الطلاب ينصتون وينتظمون في الطابور، كما كرمت مُعلمة الموسيقى بالمدرسة ذاتها، بعد أن تأكدت من أنها تبذل جهدًا كبيرًا في عملها، وطلبت من رئيس مجلس إدارة المعاهد القومية أن يرشح لي بديلاً لهذا المدير، وبالفعل رشح لي آخر، وسيتم اختيار مدير جديد للمدرسة خلال الأيام القليلة القادمة.

    - يعد ملف الإخوان من الملفات الشائكة..فماذا بعد استقالة رئيس مجموعة 30 يونيو التي تدير مدارس الجماعة؟
    خلال الأيام القليلة القادمة، سيتم تعيين رئيس جديد لمدارس 30 يونيو، التي تدير مدارس الإخوان على مستوى الجمهورية، وأعضاء المجموعة يعملون بشكل مؤسسي من أجل تقديم خدمة تعليمية جيدة للطلاب المقيدين في تلك المدارس؛ لأن مصلحتهم هي الأهم بالنسبة للوزارة.

    إرسال تعليق