-->

دور الاخصائى الاجتماعى فى تنمية القدرات الابداعية للطلاب فى ظل المجتمع المعاصر

دور الاخصائى الاجتماعى فى تنمية القدرات الابداعية للطلاب فى ظل المجتمع المعاصر




    دور الاخصائى الاجتماعى فى تنمية القدرات الابداعية للطلاب فى ظل المجتمع المعاصر   11/12/2011, 7:20 am

    مقدمة البحث




    تعيش الأمم
    حاضرها باحثة ًعن مستقبل أكثر سهولة وأكثر سعادة ، فالمستقبل ملك لأجيال قادمة،
    لكنه في الوقت نفسه جهد علمي موجه لأجيال تعيش الآن ، فالثروة البشرية هي الثروة
    الحقيقية لأي مجتمع من المجتمعات وعليها تراهن الدول في سباقها للحاق بركب التقدم،
    والفائقين في المجالات المختلفة يكونوا على رأس تلك الثروة نظرا ً لأهمية دورهم
    المنتظر في مواجهة تحديات المستقبل، الأمر الذي يتطلب بذل الجهود المهنية المتخصصة
    لرعايتهم والعناية بهم وتحقيق أفضل الوسائل المجتمعية والبيئية الممكنة لاستثمار
    تفوقهم ، لأنهم كوادر المستقبل لقيادة بلادهم في جميع المجالات العلمية والتقنية،
    الرياضية، السياسية، الانتاجية، الاجتماعية، الثقافية .... الخ.




    كما أن
    التنمية الحقيقية هي التي تتوافر لها القدرة على التجدد الذاتي ومن ثم الاطراد
    والتواصل، معنى ذلك أن التنمية المنشودة هي بالضرورة التنمية المعتمدة على استثمار
    وتوظيف العنصر البشري والقوة الذاتية للمجتمع في المقام الأول، وهي التنمية التي
    تقوم على الابتكار والإبداع والتي تراعي الاعتبارات البيئية وحقوق الأجيال
    القادمة، وهي التي تتحقق في ظل توافر مناخ مشجع على حرية التفكير والحوار وتوافر
    قدر معقول من الرعاية والأمان والثقة بالنفس لدى من يراد منهم التفكير الإبداعي .




    * والواقع المعاصر يشير إلى أن مجتمعاتنا تعاني
    من قصور واضح في اكتساب المعرفة فضلا عن
    القدرة على انتاجها، وأن جمود المعرفة وعدم تطورها يؤديان إلى ضعف القدرة
    الانتاجية وتضاؤل فرص التنمية (2) ، فرغم ما حققه العرب والمسلمون من إنجازات في
    علوم وفنون مختلفة فقد برعوا وأبدعوا في الآداب واللغة والفنون والعمارة والعلوم
    الطبيعية والطب والصيدلة والفلسفة وغيرها من العلوم السائدة بعد أن استفادوا من
    تجارب وعلوم الأمم الأخرى، رغم ذلك فإن هذه الإنجازات وهذا التطور والنهوض لم
    يستمر بل انقطع جريان النهر وحل التدهور محل الازدهار الذي استمر ثلاثة قرون فقط.




    * لذلك
    فلابد من نشوء حركة مجتمعية تقوم على اطلاق الطاقات البشرية الخلاقة في المجتمع
    ورعايتها في ضوء استراتيجية مجتمعية تشمل كافة مجالات الخدمات والرعاية بالمجتمع،
    عن طريق تقديم أنواع الخدمات الموجهة لمقابلة الحاجات وتحسين مستوى الرعاية ومعيشة أفراد المجتمع وتحسين الأداء الاجتماعي
    وبناء ثروة بشرية على درجة عالية من العلم والثقافة، وقادرة في الوقت نفسه على
    الإنتاج والإبداع وتحقيق أفضل معدلات التنمية البشرية.




    * لذا
    فإن الاهتمام بالطلبة الفائقين والمتميزين يعد أحد الموضوعات الهامة التي تضعها
    المناطق التعليمية - في الدولة المختلفة
    - نصب أعينها وتتنافس فيما بينها للوصول
    للأفضل في هذا الجانب، حيث يوجد اهتمام بتكامل الرعاية الصحية والنفسية
    والاجتماعية والتربوية، والاهتمام بالأنشطة المدرسية التي تبرز قدراتهم وميولهم
    وملكاتهم الخاصة وإعطائهم الحرية في اختيار النشاط الذي يرغبون فيه، وتوفير فرص
    لعمل أنشطة مصاحبة للمواد الدراسية
    والعلمية، وتكريم تلك الفئة لتحفيزها على مزيد من التقدم والابتكار وحث
    زملائهم على الاقتداء بهم.




    * ولما
    كانت الخدمة الاجتماعية مهنة إنسانية يتمحور اهتمامها في العنصر الأساسي والمورد
    الهام لتنمية المجتمع وهو الإنسان، الذي قيض الله أن يوجد على هذا الكوكب وأن
    يستمر في العيش وينشر معه العمران (5).
    وتهتم الممارسة المهنية في الخدمة الاجتماعية بالإنسان كفرد، وكعضو في
    جماعة، وكمواطن في مجتمعه المحلي والعام، في إطار عملها بمجالات الرعاية
    الاجتماعية المختلفة، فمن المتعارف عليه أن مهنة الخدمة الاجتماعية تحتل مركزا ً
    متميزا ً بالنسبة لغيرها من المهن العاملة في نطاق الرعاية الاجتماعية (6)،
    فالمهنة لها اسهاما ً واضحا ً في تطوير وتقديم خدمات الرعاية، حيث تساهم الخدمة
    الاجتماعية في صياغة سياسة الرعاية الاجتماعية والتخطيط لتنفيذها (7).




    * والمدرسة كمؤسسة اجتماعية من أهم مجالات
    الممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية، وتعود أهمية المدرسة في أنها الأداة الأساسية
    لدفع عمليات التغيير الاجتماعي والاقتصادي وبالتالي تمثل إحدى أدوات المجتمع في
    التنمية (. ويعتبر الأخصائي الاجتماعي
    المدرسي ركيزة أساسية في تنفيذ برامج الرعاية الاجتماعية المدرسية، سواء تولى هذه
    المسئولية بطريق مباشر أو بالتعاون مع غيره من الزملاء والمدرسين بالمدرسة، وتهتم
    الخدمة الاجتماعية المدرسية بالعناية وتقديم خدمات الرعاية للمتفوقين والموهوبين
    من الطلاب




    * وتعتبر عملية تقديم أوجه الرعاية الاجتماعية
    بمجتمع المدرسة – كنسق مفتوح – في إطار إنفتاحه وتفاعله مع الأنساق المحيطة، من
    ألزم الأمور لمجتمع الطلاب ولنمو حياتهم واستقرارهم، ويشير الباحث إلى أنه إذا
    كانت خدمات وأوجه الرعاية المقدمة لمجتمع الطلاب المدرسي يجب أن تكون قائمة على
    أسس علمية ومهنية متخصصة ومدروسة، فإن تخطيطها وتنظيمها إلى فئة الفائقين منهم على
    وجه الخصوص يجب أن تكون قائمة على جهود مهنية متخصصة تراعي خصائص واحتياجات
    ومشكلات هذه الفئة، فهؤلاء الفائقون هم علماء المستقبل وبناء النهضة وقادة المجتمع
    ، والاهتمام العلمي والمهني بهم هو اهتمام بالثروة البشرية التي يحتاجها المجتمع لبناء
    نفسه والنهوض بمجالات العمل المختلفة.








    من هو الموهوب وما هى الموهبة ؟؟





    الموهبة فهي قدرة متميزة وذاتية, ولكنها تتميز بالخصوصية, والموهبة تختلف عن الهواية فالموهبة توجد لدى الفرد منذ
    نشأته لكنها
    تتبلور عن طريق التدريب والتزود بالمعرفة,أما الهواية
    فنستطيع أن نكتسبها ونخلقها داخل نفوس الأطفال ولكن لابد أن نراعي
    مسألة تقاربها وتناسبها مع إمكانيات الطفل ورغباته وتلعب
    الموهبة والهواية دورًا إيجابيًا في حياة الإنسان فهي تساعده علي تحقيق ذاته "





    *الموهوب هو من وهب استعدادات وقدرات غير عادية أو أداء متميز عن بقية
    أقرانه في مجال أو أكثر من المجالات التي يقدرها المجتمع بغض النظر عن
    زمن اكتشاف الموهبة أنّ الطفل
    الموهوب
    يتصف بنمو لغوي يفوق المعدل العام ، ومثابرة في المهمات
    الصعبة ، وقدرة على التعميم ورؤية العلاقات ، وفضول غير
    عادي وتنوع كبير في الميول




    فالتعريف النظري للموهوب :





    هو الشخص الذي يظهر أداء متميزا في جميع
    النواحي و لديه قدرات عقلية عالية ولديه قدرة على التحصيل في
    مختلف المجالات وكذلك هو الذي لديه قدرة على الإبداع وحل
    المشكلات ويتمتع بقدرات قيادية والاستقلالية في التفكير ويتمتع بالالتزام وكذلك يستطيع تطوير نفسه باستمرار وبشكل دائم.




    الموهوب شخص متميز عن غيره.
    * يتمتع بأداء متميز . * لديه
    قدرات إبداعية عالية .*لديه
    قدرات عقلية .
    *لديه قدرة على حل المشاكل. * يتمتع بقدرات قيادية * لديه
    استقلالية في التفكير *يتمتع
    بالالتزام. *يطور
    نفسه باستمرار .








    نتائج دراسات سابقة عن موضوع الاهتمام بالمبدعين




    1- ضرورة استخدام الوسائل والطرق المختلفة للكشف عن
    الفائقين والمبدعين والتعرف عليهم في وقت مبكر من حياتهم وشمولهم بأوجه الرعاية
    لتنظيم بناء طاقاتهم وقدراتهم الابتكارية والإبداعية ومن ثم تعظيم عملية الاستفادة
    منها ، والمدرسة تلعب دور رئيسي في تحقيق ذلك.




    2- أن الطلاب
    الفائقين يعانون من مشكلات معرفية وانفعالية وسلوكية تتطلب وجود جهود متخصصة
    وأسلوب علمي مدروس لمواجهتها.




    3- أن كثير من
    جهود الرعاية للفائقين من مجتمع الطلاب في المجتمع العربي تفتقر إلى وجود
    استراتيجية واضحة ومحددة للرعاية الشاملة المتخصصة والمكثفة لهذه الفئة داخل
    المؤسسات التعليمية في مراحلها المختلفة.




    4- أهمية توافر
    المهارات المهنية وخبرات الممارسة للقائمين على رعاية الطلبة الفائقين واستخدام
    الاستراتيجيات والتكتيكات التي تتفق وتتلائم مع خصائصهم واحتياجاتهم.




    5- أهمية وجود
    شراكة حقيقية بين المنزل والمدرسة في رعاية الطلبة الفائقين تقوم على التنسيق في
    الأدوار والمسئوليات والتوقعات لتحقيق الرعاية الشمولية لهذه الفئة.




    6- أن الممارسة
    المهنية للأخصائي الاجتماعي في المجال المدرسي يجب أن تشمل التعامل مع المدرسة
    كنسق اجتماعي مفتوح، وهذا يعني تعامله مع الأنساق الفرعية المتضمنة داخله، وأيضا ً
    مع غيره من الأنساق المحيطة ذات الصلة.




    7- ضرورة قيام
    الأخصائي الاجتماعي المدرسي بالعمل مع الطلبة الفائقين لتقديم خدمات الرعاية في
    ضوء خطط مدروسة، تضمن استثمار الطاقات وتنمية القدرات الابتكارية والابداعية ، على
    المستوى الفردي والجماعي والمجتمعي، في ضوء فلسفة العمل الفريقي فالمسئولية
    تضامنية داخل مجتمع المدرسة.








    مجتمع المدرسة ورعاية الطلبة الفائقين:




    المدرسة لم
    تعد مكان يتلقي فيه الطلبة كميات من المعرفة عن طريق الحفظ والتلقين، إنما أصبحت
    مكان يهدف إلى مساعدة الطلبة على اكتساب أساليب ومهارات التكيف الإيجابي مع أنفسهم
    والبيئة الاجتماعية والواقع المجتمعي المتغير، وأيضا ً أصبح لها مسئولية تجاه
    المجتمع، تساهم في حل المشكلات الاجتماعية والمهنية والصحية والثقافية، فهي تعتبر
    مركز إشعاع فكري وثقافي لمجتمعها.




    فلقد اتجهت
    المجتمعات الحديثة بوظيفة المدرسة من مجرد مؤسسة للتعليم إلى مؤسسة تعليمية ذات
    وظيفة اجتماعية مسايرة لتطورات الحياة الاجتماعية، لذلك فإن المدرسة أصبحت توصف
    بأنها مجتمع صغير، وبأنها أحد الأجهزة الاجتماعية المنوطة بتدريب الطلاب على العمل
    الاجتماعي وتحمل المسئولية ، حيث يتمثل الطلاب معنى القانون وفكرة الحق والواجب،
    وأصبحت توصف أيضا ً بأنها مؤسسة تنظيمية تقوم على خدمة المجتمع ودراسة البيئة
    وتنميتها والنهوض بمجتمعها وتطويره.




    ويتم تنظيم
    مجتمع المدرسة من خلال " مجلس إدارة المدرسة – الأقسام العلمية بالمدرسة –
    مجلس الأباء والمعلمين – مجلس الطلبة"، وتعد الأنشطة المدرسية الدعامة
    الأساسية في التربية الحديثة، فالأنشطة المدرسية تجعل المدرسة مجتمع متكامل، يتدرب
    فيه الطلبة على ألوان الحياة وخبراتها وتجاربها، كما أنها تعتبر خلية نشطة متفاعلة
    فيها الحيوية والابتكار والإبداع، ومن خلالها تساهم المدرسة بقدر كبير في إعداد
    جيل المستقبل.




    * وعلى الرغم من الجهود المتواضعة التي بذلتها بعض
    النظم التربوية العربية لتطوير التعليم ومن ثم تحديث مجتمع المدرسة، فإن التعليم
    في واقعه الحالي ما يزال بعيدا ً عن تحقيق معظم أهدافه في التنمية الشاملة، وفي
    إحداث التغيير المطلوب ليصبح التعليم ومجتمع المدرسة أكثر إسهاما ً في تطوير
    المجتمع، وأكثر قدرة على المعاونة في حل مشكلات التنمية وقضاياها من منظور الموارد
    البشرية المتاحة. لذلك أصبح الاهتمام
    بتطوير المدرسة كمؤسسة تعليمية في البلاد العربية مطلبا ً ملحا ً وضرورة أساسية في
    المرحلة الراهنة.(39 )




    * والمحور الجوهري في تطوير البيئة المدرسية
    ومجتمع المدرسة، يرتبط بإيجاد بيئة تنظيمية في مجتمع المدرسة تعطى الاتجاهات
    الإبداعية شرعيتها، وتبلورها في منهج فكري وعملي يقوم على قيم ومعايير وممارسات
    وظيفية، تغرس وتؤصل الإبداع كهدف مؤسسي متجدد ومطلوب، وأن تبتدع النظم والأساليب
    التي تجعل للعملية الابداعية قيمة وظيفية للفرد والمجتمع، وتمثل قاسما مشتركا ً أعظم بين جميع العاملين على مختلف
    درجاتهم الوظيفية بمجتمع المدرسة(40 ).




    * حيث أن مجتمع المدرسة يوفر فرص مواتية لاكتساب
    الخبرات الفريدة ونمو قدرات الطلبة على الإبداع والابتكار خصوصا ً الموهوبين
    والفائقين منهم، ويعتبر هذا بعدا ً أساسيا ً من أبعاد السياسة التعليمية، وركنا ً
    مهما ً من أركان التخطيط الشامل لمجتمع المدرسة




    * لذلك فمجتمع المدرسة يعتبر من أبرز المؤسسات
    الاجتماعية ارتباطا ً بتنمية واستثمار العنصر البشري من خلال إعداد النشئ ليكونوا
    مواطنين صالحين، الأمر الذي يتطلب أن يكون مجتمع المدرسة بيئة عملية مواتية تحقق
    لدى العاملين بها النشاط العقلي الخلاق، من خلال وجود قيادة مدرسية واعية مبدعة
    تعنى بتوفير أبعاد المناخ النفسي والاجتماعي اللازم لقيام العاملين بالمدرسة بأداء
    واجباتهم المدرسية في إطار من التجديد والتنوع والإبداع ( 42 )، مما ينعكس
    إيجابيا على رعاية الطلاب بالمدرسة بصفة
    عامة والفائقين منهم بصفة خاصة.




    * ويجب أن يكون دور مجتمع المدرسة في رعاية الطلبة
    الفائقين قائم على استراتيجية وسياسة واضحة، لتوفير رعاية خاصة لهذه الفئة من
    الطلاب حتى يسهموا في نمو ورقي مجتمعهم ويجب أن تتضمن هذه الاستراتيجية ما يلي:-




    أساليب الكشف عن الموهوبين والفائقين من التلاميذ،




    حيث يستخدم في ذلك عدة طرق وأدوات تختلف من حيث طبيعتها،
    ومحتوى كل منها ومظاهر الموهبة أو التفوق الذي تقيسه، كما أن لكل منها مميزاته
    وعيوبه، ومن أهم الأساليب التي يمكن استخدامها في الكشف عن الموهوبين والفائقين في
    مجتمع المدرسة:-




    ملاحظات المعلمين
    - الاختبارات التحصيلية - مقاييس
    الذكاء - ترشيحات الخبراء




    اختبارات التفكير الإبداعي - ملاحظات الوالدين- ترشيحات
    الأقرانالتقارير الذاتية




    2 - معاونة المعلمين في تطوير
    الوسائل التي يعتمدون عليها في مجالات تخصصهم للكشف عن الموهوبين والفائقين




    3- تخطيط البرامج والأنشطة المدرسية الفنية
    والرياضية والاجتماعية والثقافية والترويحية، بحث تقابل الاستعدادات المتنوعة
    والميول المختلفة لدى التلاميذ، والمشاركة في تقويمها والعمل على زيادة فعاليتها
    لتحقيق أفضل عائد ممكن منها.




    4- وجود أسس علمية لتوزيع التلاميذ المتفوقين
    على فصول المدرسة، وتوفير عوامل نجاح الاستراتيجية التي ستطبق معهم سواء كانت
    "الإثراء التعليمي أو التسريع التعليمي أو التجميع




    5- عقد دورات لتزويد المعلمين بالمعلومات
    اللازمة لتطوير مفاهيمهم عن الطفل الموهوب والمتفوق وأساليب تعاملهم معه، وتدريسهم
    له.




    6- تنظيم لقاءات إرشادية للمعلمين لتبادل
    الآراء، وبحث المشكلات الناجمة عن سوء تكيف التلاميذ عموما ً والفائقين منهم خاصة
    مع الأوضاع المدرسية.




    7- اقتراح وتوفير ما يلزم لتحسين الجو المدرسي
    عموما ً والمنهج الدراسي خصوصا ً بما يشبع الاحتياجات الخاصة للأطفال المتفوقين
    والموهوبين.




    الأخصائى الاجتماعى ورعاية الطلبة المبدعين :




    الممارسة
    المهنية للخدمة الاجتماعية في المجال التعليمي تهدف مساعدة المؤسسة التعليمية كنسق
    اجتماعي على القيام بوظيفة التوافق مع البيئة المجتمعية، أي أن تصبح الخدمة الاجتماعية
    أحد ميكانيزمات التوافق لنسق التعليم ومساعدته على التوصل إلى حالة أفضل وأكثر
    توافقا ً مع متطلبات نسق المجتمع.




    وتتزايد أهمية
    الأخصائى الاجتماعى في المجتمع المدرسي،
    وذلك نظرا ً للظروف والأوضاع المجتمعية المعاصرة، والتي انعكست على النظام
    التعليمي والمدرسة، فمجتمع الطلبة يحوي الكثير من القضايا والمشكلات، مما يلقى
    عبئا ً على الأخصائي الاجتماعي المدرسي في تخطيط وتنفيذ برامج الرعاية الاجتماعية
    للطلاب مراعيا ً التباين أحيانا ً والتقارب أحيانا ً أخرى في احتياجاتهم
    ومشكلاتهم، وكذلك العمل على تنمية وتوظيف الطاقات الإبداعية والابتكارية لدى البعض
    منهم في ضوء أساليب علمية لاكتشاف الفائقين والمتميزين والعمل على رعايتهم




    ويهدف الأخصائى
    الاجتماعى في المجال المدرسي تحقيق
    الأهداف التالية:




    1- مساعدة الطلاب
    على تحصيل دروسهم والوصول إلى أقصى استفادة من التعليم.




    2- مساعدة مجتمع الطلبة على النمو والوصول إلى
    أكبر قدر ممكن من الاعتماد على النفس.




    3- إيجاد علاقات اجتماعية مرضية وسليمة بين
    مجتمع الطلاب بعضهم البعض وبينهم وبين العاملين بالمدرسة.




    4- مساعدة مجتمع الطلبة على
    نبذ القيم والاتجاهات الضارة وتدعيم القيم والاتجاهات الإيجابية، وإكسابهم القيم
    البناءة اللازمة لبناء المجتمع.




    5- مساعدة المدرسة على نشر خدماتها في المنطقة
    التي توجد فيها، لكي تعتبر بحق مركز إشعاع للبيئة.




    6- مساعدة المجتمع الذي توجد فيه المدرسة على
    تدعيمها وإفادتها ، بما يتوافر لدى ذلك المجتمع من موارد وإمكانيات.




    7- العمل على إيجاد ترابط وتفاهم بين البيت
    والمدرسة، لتحقيق تنشئة اجتماعية سليمة للطلاب.




    والأخصائي
    الاجتماعي وفقاً لطبيعة إعداده المهني فإنه يتوفر لديه المعرفة والخبرة والقدرات
    والمهارات اللازمة ، بما يمكنه العمل في المجال المدرس مع التلميذ وأسرته ومدرسته
    وبيئته ومجتمعه، واستخدامه أحسن استخدام ممكن لموارد وإمكانيات تلك العناصر بما
    يساعد التلميذ على التغلب على مشكلاته ، ويساعد المدرسة على تحقيق رسالتها.




    كيف ينجح الاخصائى فى تنمية القدرات الابداعية




    ولكي ينجح
    الأخصائي الاجتماعي في دوره لتقديم الرعاية الاجتماعية لمجتمع الطلبة ومساعدة
    الطلاب على تأدية أدوارهم ، ولمساعدة المدرسة على تحقيق رسالتها ، يجب أن يرتكز
    دوره على ثلاثة أركان أساسية وهي " وضع خطة العمل ، تنفيذ البرنامج ، تقويم النشاط " وسوف نستعرض هذه الأركان باختصار فيما يلي :-




    أ- وضع خطة
    العمل :- وهذا يوفر الأسلوب العلمي الذي
    يساعد على مقابلة احتياجات التلاميذ والمدرسة بدون ارتجال ، وتحقيق المواءمة بين
    الموارد والاحتياجات وتعبئة كل الموارد والإمكانيات الممكنة لاستخدمها استخداماً
    فعالاً لتحقيق أهداف الرعاية الاجتماعية ، كما أن خطة العمل الناجحة هي التي توضع
    في مناخ اجتماعي على درجة جيدة من التنظيم، ويكون المناخ الاجتماعي كذلك إذا شارك
    الأخصائي الاجتماعي المدرسي في وضع خطة العمل كل من " ناظر المدرسة ، مجلس
    الآباء والمعلمين ، مجلس الرواد ، اتحاد الطلبة " حتى تكون الخطة واقعية
    ويمكن تنفيذها لتحقيق أهدافها المنشودة.




    ب- تنفيذ
    البرنامج :- فالأخصائي الاجتماعي هو
    المسئول عن تنفيذ برنامج النشاط الاجتماعي في المدرسة، ولكن لا يعنى ذلك إنه يقوم
    بتنفيذ كل أجزاء البرنامج بمفردة، فيمكن أن يستعين بجهود العاملين بالمدرسة وبعض
    أولياء الأمور وبعض تلاميذ المدرسة، بحسب استعداتهم ومهاراتهم ، ويتم عملهم تحت
    توجيه وأشراف من الأخصائي الاجتماعي.




    ويقوم الأخصائي
    الاجتماعي بتطبيق الطرق المهنية للخدمة الاجتماعية في ممارسة دورة بالمدرسة في
    النواحي الوقائية والإنشائية والعلاجية ، وذلك بهدف تحقيق الرعاية الاجتماعية
    الشمولية للطلاب ، في إطار تقديم الخدمات التالية:-




    * حيث يقوم
    بتقديم الخدمات الفردية ويتمثل أهمها في :-




    - بحث الحالات
    التي تحتاج إلى معونات اقتصادية والعمل على توفير التمويل والموارد المختلفة لمساعدتها.




    - بحث
    المشكلات الاجتماعية والسلوكية والأخلاقية والتعليمية والنفسية ورسم خطة علاجها
    ومتابعتها على أساس سليم من التشخيص.




    - تحويل
    الحالات التي تعجز إمكانيات المدرسة عن التعامل معها إلى التنظيمات المختصة
    ومتابعتها ، سواء التابعة للنظام التعليمي أو النظم الأخرى في المجتمع .




    - تقديم
    التوجيه والإرشاد والمعونة في المواقف الفردية السريعة التي يستقبلها.




    - تنظيم
    الخدمات وتوفير المعلومات التي تساعد التلاميذ على مواجهة مشكلاتهم الفردية.




    * كما يقوم بتقديم الخدمات الجماعية ويتمثل
    أهمها في: -




    - التخطيط
    والتنظيم لتكوين جماعات النشاط بالمدرسة على أسس مدروسة.




    - تحديد
    وتوفير الموارد والإمكانيات اللازمة للنشاط داخل الجماعات المدرسية.




    - نشر الدعوة
    بين مجتمع الطلبة للانضمام إلى الجماعات بحسب ميولهم وقدراتهم.




    - الإشراف على
    النشاط بمساعدة من مدرس المدرسة كرواد للجماعات المختلفة، وإعداد السجلات الخاصة
    بكل جماعة.




    * كما يقوم بتقديم الخدمات المجتمعية وأهمها
    :-




    - المساعدة في
    تكوين تنظيمات على مستوى المدرسة للانطلاق من خلالها للعمل في المجتمع المدرس
    نفسه، وفي المجتمع الخارجي الذي تقوم المدرسة على خدمة أبنائه.




    - العمل مع مجلس الآباء والمعلمين، وما يستتبع ذلك من
    تنظيم اجتماعاته والإعداد لها ، وتخطيط وتنفيذ مشروعات الخدمة العامة التي تقوم
    المدرسة بتنفيذها لخدمة سكان المجتمع المحيط.




    - وضع وتنفيذ خطة لتنظيم تبادل الخدمات الاجتماعية بين
    المدرسة وهيئات ومؤسسات المجتمع المعنية برعاية التلاميذ.




    - إيجاد الصلات والروابط بين المدرسة والبيت والمجتمع ،
    وإيجاد التعاون المتبادل بينها جميعا من أجل تقديم خدمات الرعاية بما يساهم في
    تحقيق التنمية المجتمعية.




    ج- تقويم النشاط :- حيث يقوم الأخصائي الاجتماعي المدرسي بتحديد
    التغيرات التي تطرأ نتيجة تنفيذ النشاط الاجتماعي بالمدرسة، ويقوم الأخصائي بتقويم
    البرنامج على فترات العام الدراسي " تقويم فترى" ثم في نهاية العام
    الدراسي " تقويم نهائي" ، وقد يكون "جزئي / شامل" ويحتاج
    الأخصائي الاجتماعي إلى مشاركة الأطراف المعنية بالنشاط الاجتماعي المدرسي والمشتركة
    فيه في عملية التقويم.




    هذا ويشير
    الباحث إلى أن الخدمة الاجتماعية في المجال المدرسي وفقاً لمنظور الممارسة العامة
    ، تقوم على تنوع أساليب الممارسة المهنية في المواقف التي يتعامل معها الأخصائي
    الاجتماعي المدرسي ، فهو يتعامل مع المواقف المهنية بمجتمع المدرسة في إطار أبعاد
    متعددة ، حيث أن عملية المساعدة تتطلب التعامل مع نسق العميل والأنساق المحيطة بما
    تتضمنه من نسق المنظمات والنظم المجتمعية ، في ظل تعدد حاجات الإنسان ومشكلاته،
    ويعتمد الأخصائي الاجتماعي المدرسي في ذلك على أساس معرفي متنوع وتشكيلة عريضة من
    المهارات وأساليب متنوعة مختارة من نماذج الممارسة لتمكينه من العمل والتدخل مع
    أنساق الهدف المختلفة " الطلاب كأفراد أو جماعات ، البيت والأسرة ، مجتمع
    المنظمة ، المجتمع المحيط " وذلك بهدف تحقيق التغيير المخطط.




    * ويعمل الأخصائي الاجتماعي المدرسي لتحقيق
    الأهداف السابقة مع مجتمع المدرسة كنسق كلي وكافة التنظيمات الداخلية كأنساق فرعية
    له (مجلس إدارة المدرسة – مجلس الآباء والمعلمين – الأقسام العلمية – اتحاد
    الطلاب)، كذلك يعمل مع مجتمع المدرسة كنسق فرعي من المجتمع المحيط بالمدرسة بما
    يتضمنه من أنساق فرعية أخرى، وذلك لإيجاد الدعم المتبادل بما يعود بالإيجاب على
    تنمية المجتمع العام والنهوض به.




    و لكي يحقق الأخصائى الاجتماعى أهدافه عليه استثمار الطاقات والقدرات المتوفرة
    لدى الطلاب بصفة عامة، والفائقين منهم في المجالات المختلفة للأنشطة المدرسية بصفة
    خاصة، لإفادتهم وإفادة مجتمعهم وبذلك تسهم الخدمة الاجتماعية المدرسية في تزويد
    المجتمع ودعمه بالعنصر البشري القادر على تحمل مسئولية خدمة المجتمع وتنميته، فهي
    كميكانيزم فاعل في النسق التعليمي يمكنها الاستفادة وتوظيف العملية التعليمية في
    تنمية القدرات و المواهب المختلفة لمجتمع الطلاب.




    و هذا يتلاقى مع الاتجاه الإنشائي والتنموي في الممارسة
    المهنية للأخصائى الاجتماعى والذي يوجه
    لتنمية المواهب والميول والقدرات، ويتحقق ذلك من خلال تنظيم الحياة الاجتماعية
    لمجتمع المدرسة المختلفة سواء داخل مجتمع المدرسة أو خارجه بحسب اختصاصاتها، لتخطيط
    وتنفيذ برامج الرعاية الاجتماعية الهادفة لتنمية القدرات الجسمية والنفسية
    والعقلية والاجتماعية والمشاركة في الأنشطة والبرامج سواء كانت داخل مجتمع المدرسة
    أو على مستوى المجتمع المحلي أو على مستوى المجتمع العام. ويعمل الأخصائي في هذا الإطار بصورة متكاملة مع
    مجتمع الطلبة، فهو يعمل معهم كحالات فردية، ويعمل معهم كجماعات أنشطة متنوعة،
    ويعمل معهم في إطار مجتمعهم المدرسي والمحلي والعام وبذلك تحقق الخدمة الاجتماعية
    أهدافها العامة – وقائية – تنموية – علاجية" – وأهدافها الخاصة بالمجال
    المدرسي ومن ثم تسهم بدورها في تنمية وتقدم المجتمع.




    وفي إطار ما تقدم فإن الأخصائي الاجتماعي المدرسي يقوم
    برعاية الطلبة الفائقين في مجالات النشاط المختلفة بمجتمع المدرسة من خلال قيامه
    بما يلي في ضوء ممارسته المهنية لمتطلبات وظيفته :-




    المساهمة في إجراء الاكتشاف المبكر لحالات التفوق في مجالات
    الأنشطة المختلفة.




    الدراسة الاجتماعية الشاملة للمتفوق وإنشاء واستيفاء
    السجلات والبطاقات التبعية.




    التعامل المهني مع أسر المتفوقين وتبصيرهم وإرشادهم
    وتعديل اتجاهاتهم بما يكفل نمو واستمرار تفوق أبنائهم.




    التعامل المهني مع مشكلات المتفوقين والعمل على مساعدتهم
    في التغلب عليها.




    الاتصال والتنسيق بين مؤسسات المجتمع المحلي المحيط
    بالمدرسة والإفادة منها لصالح الرعاية لخاصة للفائقين من الطلاب.








    تصور مقترح لدور الأخصائي الاجتماعي المدرسي في رعاية
    الطلبة الفائقين




    يستهدف دور الأخصائي الاجتماعي المدرسي في رعاية الطلبة
    الفائقين من منظور الممارسة العامة في الخدمة الاجتماعية ، تحقيق الاستفادة من
    الموارد والإمكانيات المتاحة بمجتمع المدرسة لأقصى قدر ممكن ، وتذليل الصعاب التي
    تحول دون تنمية قدرات ومهارات تلك الفئة من مجتمع الطلبة بالمدرسة.




    ويشير الباحث إلى أنه بجانب قيام الأخصائي الاجتماعي
    المدرسي بالعمليات المهنية المنوط بها في تقديم الرعاية الاجتماعية لمجتمع الطلبة
    في المدرسة – حيث يعتبر مجتمع الطلبة الفائقين جزء منه ويستفيد من تلك العمليات
    المهنية - فانه يقوم بتقديم رعاية خاصة
    لمجتمع الطلبة الفائقين بالمدرسة وذلك في إطار قيامه بالمسئوليات التالية:-




    أولاً:- التعامل مع الطلاب الفائقين أنفسهم ( النسق
    المستهدف ) :-




    حيث
    يقوم الأخصائي الاجتماعي المدرسي بالاهتمام بالطلاب الفائقين أنفسهم بما يحقق لهم
    استفادة أكبر من قدراتهم وإمكانياتهم ،




    وذلك من خلال
    قيامه بما يلي:-




    1- اكتشاف الفائقين والموهوبين من الطلاب في المدرسة من
    خلال الأنشطة الاجتماعية التي تتيح تفاعل الطلاب مع بعضهم ومع معلميهم ، ومع إدارة
    المدرسة وأولياء الأمور بالمجتمع المحلي ، وتخطيط وتنفيذ الأنشطة اللاصفية
    فالموهبة والتفوق في مثل هذه الأنشطة ينبغي اكتشافها وتوجيهها وتنميتها ، فالفائق
    يوظف فيها ميوله ومواهبه وقدراته واستعداداته.
    فالعملية الإبداعية هي نشاط عقلي يمارسه الفرد ، وهي قابلة للوصف والتحليل
    بما يؤدي إمكان تنشيطها وزيادة فعاليتها في الأفراد والجماعات على السواء.( 52 )




    2- المساهمة في إجراء الاكتشاف المبكر لحالات التفوق عن
    طريق استخدام الأساليب المتعارف عليها في ذلك مثل " الاختبارات التحصيلية ،
    ملاحظات المعلمين ، مقاييس الذكاء ، اختبارات التفكير الإبداعي ، ملاحظات الوالدين
    .... الخ.




    3- الاتصال بهؤلاء الطلاب وتوثيق الصلات بهم وإقامة علاقة
    مهنية والقيام بالدراسة الاجتماعية الشاملة لهم ، وإنشاء واستيفاء السجلات
    والبطاقات التتبعية الخاصة بهم.




    4- تتبع
    هؤلاء الطلاب والتعامل المهني مع أي مشكلات تواجههم والعمل على مساعدتهم في
    مواجهتها والتغلب عليها.




    5- اقتراح وتخطيط وتنفيذ ما يراه من مشروعات أو خدمات
    تقدم للطلاب الفائقين بما يكفل نمو قدراتهم واستمرار تفوقهم.




    6-
    الاتصال بالهيئة التدريسية الخاصة بهؤلاء
    الطلاب ومناقشتهم في سبل رعايتهم وتقديم الخدمات الفردية التي يحتاجون إليها.




    7- إثراء الجانب الأخلاقي " الروحي – الديني "
    ، لدى هؤلاء الطلاب ، ليتبصروا بنعمة الموهبة والتفوق التي منحها لهم الخالق عز
    وجل ، فالتنمية الروحية لهؤلاء الطلاب تعتبر عاملاً أساسياً في تحفيزهم لتنمية
    وثقل تفوقهم والمحافظة على استمرار يته.
    حيث يعتبر المدخل الروحاني أحد أساليب التدخل لتدعيم نسق العميل وخلق الدعم
    الذاتي .




    8- استخدام
    الأخصائي الاجتماعي المدرسي لأسلوب العصف الذهني في تعامله مع الطلبة الفائقين ،
    حيث يعتبر أسلوب العصف الذهني من الأساليب الناجحة لتنمية القدرات الإبداعية
    للفائقين ، وهو يقوم على تجنب النقد وإطلاق حرية التفكير والترحيب بكل الأفكار
    المطروحة من جانبهم.




    9- استخدام الأخصائي الاجتماعي المدرسي أسلوب الحل المبدع
    للمشكلات التي يواجهها الطلاب الفائقين ، ويقوم هذا الأسلوب على ثلاثة عمليات
    أساسية وهي – "ملاحظة المشكلة أو الإحاطة بجوانبها المختلفة ، معالجة المشكلة
    بما يعين على تحديدها وبلورتها ومحاولة التوصل إلى الحلول المناسبة – التقويم
    للأفكار التي يتم التوصل إليها ، والتي تمثل بدائل مختلفة للحل الملائم
    للمشكلة" – فالفرد لكي يكون مبدعا لا بد أن تتوفر لديه درجة عالية من القدرة
    على استشفاف المشكلات المحيطة.




    10- استخدام وتوظيف أساليب الممارسة المهنية المختلفة في
    الخدمة الاجتماعية لمساعدة نسق الطلاب الفائقين على إشباع احتياجاتهم النفسية ،
    العقلية والمعرفية ، الاجتماعية في ضوء علاقاتهم بالأنساق الأخرى المحيطة وفقاً
    للمنظور البيئي والايكولوجي.




    11- توجيه الطلبة الفائقين إلى النشاطات التي توافق
    خصائصهم واحتياجاتهم واستعداداتهم وتعزيز علاقاتهم وتفاعلاتهم مع الآخرين.




    12- تزويدهم بالمعلومات التي تمكنهم من التعرف على
    المجالات الدراسية والمهنية المتاحة
    وتوسيع مداركهم عنها ، ومساعدتهم على الاختيار الدراسي والمهني بما يضمن
    نمو قدراتهم ثم حسن استثمارها في المجالات التربوية والمهنية المناسبة لضمان
    استمرارية تفوقهم.




    13- إعداد التقارير الدورية عن هؤلاء الطلاب للوقوف على
    نمو قدراتهم واستمرارية تفوقهم وتقديم
    الدعم المناسب لذلك.




    ثانياً: التعامل
    مع ننسق المدرسة:-





    وبالإشارة إلى الأخصائي الاجتماعي
    المدرسي في تعامله مع نسق المدرسة في إطار النموذج المقترح ، يجب أن يركز على أنه
    أحد عناصر التغيير داخل هذا النسق ، وذلك لمساعدته على التوصل إلى حالة أفضل في
    تحقيق الرعاية للطلاب الفائقين ، وعليه
    فان الأخصائي يقوم بما يلي:-




    1- تنشيط روح التعاون والمسئولية التضامنية داخل مجتمع
    المدرسة الواحدة بين الإدارة المدرسية وجميع العاملين وأولياء الأمور والطلبة
    أنفسهم للنهوض بالعملية التعليمية، بما يضمن تلبية احتياجات مجتمع الطلبة بصفة
    عامة واحتياجات الفائقين منهم بصفة خاصة.




    2- وضع إستراتيجية للبرامج والأنشطة المدرسية الفنية
    والرياضية والعلمية والاجتماعية والثقافية والترويجية ....، يشترك في وضعها مدير
    المدرسة والجهاز الفني والإداري لتحقيق التنمية الذاتية لمجتمع المدرسة ، ومقابلة
    احتياجات الطلاب المتنوعة ، بالصورة التي تنمي القدرة على الإبداع والابتكار.




    3- إعداد برنامج شامل حول التفوق والفائقين وأسس رعايتهم
    ، يشارك فيه أعضاء الهيئة التدريسية بالمدرسة ، وذلك لتبادل الآراء واكتساب
    المهارات التي تثري تعاملهم من الطلاب الفائقين وتطبيق أنسب الوسائل العلمية في
    رعايتهم.




    4- توثيق الصلات بين المدرسين والطلاب الفائقين وحل
    مشكلاتهم التعليمية للنهوض بالمستوى العلمي لهم ، واقتراح ما يلزم من
    الإستراتيجيات التربوية في التعامل معهم.




    5- الاهتمام بتعدد الأنشطة اللاصفية داخل نسق المدرسة ،
    لتتناسب مع قدرات الطلاب الفائقين واستعداداتهم وميولهم المتنوعة ، وأن يتم
    تنظيمها وفق أسس علمية ، ويشرف عليها مدرس هاو ، يؤمن بدورها التربوي ويجيد النشاط
    أو يستعين بمن يعينه على ذلك من داخل المدرسة أو خارجها. ويكون هذا تحت إشراف الأخصائي الاجتماعي.




    6- حصر دراسات وكتب التفوق وأسس الرعاية للفائقين ،
    واقتنائها لمكتبة المدرسة واطلاع هيئة التدريس عليها وإجراء المسابقات بينهم شحذاً
    ودعماً للتفوق.




    7- اقتراح ما يلزم لتحسين مناخ العمل في مجتمع المدرسة
    عموماً والمنهج الدراسي خصوصاً بما يشبع احتياجات الطلاب الفائقين.




    ثالثاً: التعامل
    مع النسق المحيط:-




    يقصد بالنسق المحيط في إطار النموذج المقترح
    بأنه" نسق الأسرة ، نسق المجتمع المحلي المحيط بالمدرسة " ، ويقوم
    الأخصائي الاجتماعي المدرسي بالتعامل مع النسق المحيط لتوفير الرعاية للطلبة
    الفائقين في ضوء النموذج المقترح وذلك من خلال ما يلي:-




    أ- التعامل
    مع نسق الأسرة :-




    تقوم الأسرة بالدور الأهم في ثقل موهبة
    وتفوق أفرادها ، وأن الأسرة إذا لم تقم بتشجيع الطالب وتقديره وتوفير المناخ
    الملائم له في البيت ، فان الموهبة قد تبقى كامنة ومن ثم لا يظهر تفوق الطالب( 55
    ). لذلك فان تقديم الرعاية للطلبة
    الفائقين يجب أن يقوم على إيجاد الترابط بين المدرسة والأسرة فوظيفتها متداخلتين
    ومتشابكتين ، وكلما كان هناك اتصال بين المدرسة والأسرة كلما زاد التفاعل بينهما
    وتعاونا معاً في تقديم الرعاية الشمولية للطالب.




    وفي إطار
    ذلك فان الأخصائي الاجتماعي المدرسي في تعامله مع نسق الأسرة في ضوء النموذج
    المقترح يجب أن يركز على ما يلي:-




    1- عقد اللقاءات المستمرة بين أولياء أمور الطلبة بصفة
    عامة والفائقين بصفة خاصة وبين الإدارة والمدرسين الأوائل بالأقسام العلمية
    بالمدرسة ، لتعميق مفهوم التفوق وأهمية رعاية الأسرة لأبنائها الفائقين.




    2- التأكيد لأولياء أمور الطلبة الفائقين أن الطالب
    الموهوب والمتفوق ليس بالضرورة أن يكون متفوقاً في كل المجالات ، فبعض أولياء
    الأمور يمتلكون صورة مثالية لابنهم المتفوق وكأنه كائن خارق ، متفوق في كل شيء
    فيضعون توقعات عالية لأدائه في جميع المجالات ، مما يعرضه لمشكلات نفسية
    وانفعاليه.




    3- تبصير أولياء الأمور بأهمية أساليب المعاملة الو الدية
    السوية ، كالدفء ، والحنان والتفهم ، والاهتمام ، والتقدير والمساندة والتشجيع في
    نمو شخصية أبنهم الموهوب والمتفوق ومساعدته في مواجهة ما يعترضه من مشكلات.




    4- توعية الأسرة بضرورة تهيئة بيئة أسرية غنية بالمواد
    والمصادر والخبرات الثقافية والاجتماعية اللازمة لتمكين الفائق من تنمية طاقاته
    وممارسة الأنشطة والهوايات التي يميل إليها داخل المنزل لثقل موهبته.




    5- تعديل اتجاهات أفراد الأسرة نحو الابن الموهوب
    والمتفوق بما ينمي ثقته بنفسه وشعوره بذاته ويوفر له الأمن والطمأنينة.




    6- تبصير أولياء الأمور بأن عليهم مساعدة ابنهم الفائق
    على التميز في مجال موهبته وليس الوصول للكمال ، حتى لا يؤثر ذلك على تقديره لذاته
    ، وأن يكون قادر على تقبل أخطائه وإدراك أن الخطأ هو جزء من الخبرة الإنسانية
    الواسعة في الحياة.




    7- توعية أولياء الأمور بأهمية تيسير فرص اختلاط أبنائهم
    الفائقين بالآخرين وتشجيعهم على بناء علاقات واتصالات اجتماعية مع غيرهم من
    الأقران داخل الأسرة وخارجها.




    8- العمل على توثيق اتصال الأسرة بالمدرسة بوسائل متعددة
    ، لمتابعة انجازات أبنائهم داخل الصف الدراسي وما قد يعترضهم من مشكلات والتعاون
    في حلها.




    ب-التعامل مع نسق المجتمع المحلي المحيط بالمدرسة:-




    المدرسة جزء
    من المجتمع المحيط بها ، لذلك لا يمكنها أن تقوم بدورها بدون تأثير وتأثر بهذا
    المجتمع ، وبدون إيجاد آلية للتعاون الوثيق بينها وبين المنظمات المحيطة ذات
    الصلة. لذلك فان الأخصائي الاجتماعي
    المدرسي في تعامله مع نسق المجتمع المحلي المحيط بالمدرسة في ضوء النموذج المقترح
    يجب أن يركز على ما يلي:-




    1- أن يقوم الأخصائي الاجتماعي المدرسي بالبحث والاتصال
    بمصادر تمويل إضافية متمثلة في إسهام وتحفيز بعض المؤسسات المعنية في المجتمع
    المحيط بالمدرسة على المشاركة المالية أو العينية في تكلفة البرامج غير التقليدية
    المنفذة لفئة الفائقين من الطلبة.




    2- الاتصال ببعض المصانع والمؤسسات والمراكز البحثية من
    أجل استضافة وتمويل الأنشطة اللاصفية والتي يمكن تنفيذها خارج مجتمع المدرسة
    للطلاب الفائقين.




    3- تنظيم لقاءات مع القادة والبارزين في المجتمع المحيط
    بالمدرسة حول القضايا المجتمعية المعاصرة ، وخلق حوار بناء مع الطلبة الفائقين
    والمتميزين وهؤلاء القادة للتفاعل الايجابي مع قضايا مجتمعهم.




    4- حث أفراد المجتمع المحلي على التبرع بالموارد
    والإمكانيات التي يمكن عن طريقها توفير الرعاية لمجتمع الطلاب بالمدرسة بصفة عامة
    والفائقين منهم بالصفة خاصة. خصوصاً أن
    موارد المدرسة المتعارف عليها لا تفي بتحقيق ذلك ، ودعوتهم للاشتراك في وضع خطة
    الأنشطة المدرسية وتنفيذها وتقويمها.




    5- أن يقوم الأخصائي الاجتماعي بالمدرسة بزمام المبادأة
    والاتصال بالأهالي لتنفيذ بعض برامج الخدمة العامة في المجتمع خصوصاً ما يتعلق
    منها بالأفكار الإبداعية والتي يقترحها الطلبة الفائقين.




    6- المشاركة في المعارض والاحتفالات القومية التي يقيمها
    المجتمع ببعض برامج وأنشطة الطلبة الفائقين في مجالات النشاط المدرسي المختلفة
    علمية / رياضية / فنية/تكنولوجية / زراعية / مسرحية / اجتماعية....الخ.




    7- الاستفادة من وسائل الإعلام على مستوى المجتمع المحلي
    المحيط بالمدرسة لوضع صورة صحيحة للتفوق.
    وأهمية الاهتمام برعاية الفائقين وتبنى موهبتهم في المجالات المختلفة
    ونشرها على أهالي المجتمع لدعم الجهود المبذولة في ذلك.








    الخاتمة




    بعد كل ذلك تتضح أهمية الإخصائي الاجتماعي في تنمية القدرات الابداعية لدى الطلاب ، وأهمية الدور الذي يضطلع به
    تبرز
    أولاها في المساهمة الفاعلة في صقل قدرات الطالب، وتوجيه استجاباته،
    وتهذيب دوافعه، وشحذ طاقاته، وتنظيم تفاعلاته، ودعم معاييره القيمة
    المرغوب
    فيها.. وغيرها من مهام ذات صلة بمكوّن الشخصية.








    ولذا فنحن نهيب بالإدارة المدرسية عدم التقليل من أهمية
    المهنية والتجاوز فيها، وألا يغرقوا الأخصائي الاجتماعي بأعمال إدارية تخرج عن نطاق الوظيفة، وتباعد بينها وبين إبداعات الدور
    وما ينتج عنه من سلوكيات؛ مما يدخله في صعوبات ومشكلات وتوترات تؤثر بالسلب
    في طبيعة المهنة وما يُحاط بها؛ مما يدفع البعض للعزوف عن الانتماء إليها
    أو
    الارتباط بها، وذلك لعدم الاستبصار بأهمية المهنة ومتطلباتها وأبعادها،
    والسعي الحثيث للتمييز بينها وبين مهامّ وواجبات الإشراف الفني
    والتربوي
    والإداري والإرشاد الطلابي؛ فلكلّ إستراتيجيته والتأهل
    الأكاديمي له.








    ويتوجب علينا أن نرفع صيحة: أعيدوا للمهنة رونقها
    وهيبتها،
    كما يستشعر الأخصائي الاجتماعي بأهميته فيتحقق له الرضا الوظيفي، واستقامة
    المقصد، واستشراق المستقبل، والإخلاص في الأداء، والأخذ بالمبادرة التي
    تحقق الأمل وتدفع إلى
    المشاركة
    الفاعلة في بناء صرح النهضة المأمولة.




    وأخــيراً …
    نوضح لجميع الزملاء بأن التميز في الأداء متاح للجميع فقط بتنظيم العمل والتخطيط
    الجيد والتوثيق المستمر لكل فعاليات العمل ، والبحث عن مصادر المعرفة الحديثة ،
    والتطوير المستمر للأداء ، ووضع أهداف إستراتيجية تتناسب مع الإمكانيات المتاحة ،
    وتوظيف كل الجهود وتنسيق المشاركات الجماعية للطلاب والهيئة الإدارية والتدريسية
    لتحقيق هذه الأهداف .


    إرسال تعليق